انتصار طالبان سيقوى أمال داعش بالعودة و السيطرة
بقلم مهدي قاسم
في سياق التطرق إلى تداعيات انتصار حركة طالبان بترتيب أمريكي ــ قطري ، يجب أن لا ننسى على أن أحد الاحتمالات أو الغايات المبطنة و غير المباشرة ضمن هذا الترتيب هو مسألة إعادة الثقة و القوة للتنظيمات الإسلامية الإرهابية المعروفة و ذلك لاستخدامها لأهداف وغايات سياسية والأمنية وتحقيق مصالح دولية ، من خلال إيجاد بؤر صراعات وحروب أهلية ، هناك حسب الحاجة الاستراتيجية الأمريكية الجديدة أو القديمة ، بل وخلق ” الفوضى الخلاقة “على الطريقة الأمريكية المعهودة و التي سبق لنا نحن العراقيين أن جربناها بمئات آلاف من الضحايا ومظاهر الخراب والدمار تحت قيادة عصابات لصوصية إجرامية فرضها الاحتلال على الشعب العراقي ..وإذا وضعنا كل هذه الاحتمالات والافتراضات القوية جانبا ، فإن مجرد عملية انتصار حركة طالبان ذاتها ستكون عامل تحفيز وتشجيع وتقوية ثقة لعناصر داعش الإرهابية التي سبق لها أن سيطرت على محافظات ومدن كبيرة بكل سهولة وبساطة أدهشتهم هم أنفسهم قبل غيرهم ، بعد هزيمة قوات الشرطة والجيش العراقية بتلك الطريقة المخزية والمعروفة ..و من هنا ضرورة التركيز الأمني المكثف المتواصل ، بتواز مع قوات طوارئ مدربة جيدا على حرب عصابات ، وذات قوة ضاربة و مدججة ، مع طائرات هليكوبتر مقاتلة وعصرية للملاحقة وقوات الإنزال ، لتكون تحت تصرف قوات مكافحة الإرهاب وغيرها ، بحيث يكون بإمكانها تطويق أية منطقة تتواجد فيها عصابات داعش ، ليس فقط بعد قيامها بعمليات إرهابية ، إنما اثناء ذلك ايضا ، بحيث تجري عملية تطويق المنطقة وتضيق الخناق تماما بحيث لا تستطيع هذه العناصر الإرهابية الإفلات متسربين ، سالمين ، كما هي العادة دائما ..