عندما تستفتي الشارع عن الانتخابات وبيان رغبة المجتمع بها ستجد الان الجواب يأتي دون تردد وبنسبة عالية لاانتخب
اذن من يرغب بالانتخابات ومن يرفضها؟
اولا -الجهات الرافضة لها
منذ ١٥سنة اي منذ سقوط النظام تجد غالبية كبيرة تحت مستوى الفقر وتعاني من شظف العيش والعوز ولم تحقق مرادها الاقتصادي وعاشت الامرين ان في ظل نظام البعث وما ترتب عليها من ضريبة دفعتها تحت طائلة الحصار وحين انتظرت انهيار النظام حيث احلامها الوردية وجدت انها احبطت وتلاشت امالها في ظل احزاب لم تحمل معها الا شعارات فضفاضه وتزويق ما بعده تزويق وجدت ان قادة المرحلة لم يحملوا غير الوعود والفساد والاثراء الفاحش والاستفادة من الشعارات الدينية وتأييد المراجع لها اول الامر حيث استغل الخطاب الديني الضيق الداعم لهم قبل ان تكتشف زور وبهتان هذه القوى وتراجعها عن دعمهم بعد ان استوطنوا الوطن واصبحوا ذوات ثروة خيالية اشتروا فيها بسطاء المجتمع من خلال المطبلين وشيوخ التصفيق اضافة لشراء شرائح كثيرة مرت عليها الشعارات المذهبية والطائفية التي غالبا ما تجد لها صدى في ظل غياب الوعي الجمعي لدى المجتمع
ثانيا- شرائح المثقفين والواعيين لطبيعة السلطة والحكومة وكشفهم زيف هذه القوى التي لم تقدم للمجتمع سوى القمع الفكري وانعدام الحريات العامة ووضع القيود عليها
ثالثا-الشباب الذي لم يجد له فرصة للتقدم حيث البطالة المخيفة وبقاء جيل من خريجي الجامعات والمعاهد في كنف البطالة وعدم وجود فرص عمل على مستوى الدولة او القطاع الخاص المحارب من الدولة ذاتها
رابعا -المرأة حيث ممارسة الاساليب الرجعية والقوانيين القسرية التي يراد لها اعادة المرأة للعصور الغابرةواخرها محاولة الغاء قانون الاخوال الشخصية وابداله بقوانيين متخلفة والمطلع على احوال المرأة يجد نسبة العنوسة والطلاق والترمل بسبب الارهاب والحروب وعدم وجود فرص تعويضية من قبل الدولة جعل النسوة في موقف الرافض لكل شعارات الدولة او الحكومة
خامسا-القوى الكردية والسنية اذ تعتقد انها الاكثر ضررا من الدولة
الاكراد يشعرواان الدولة لم تنصفهم وخاصة بعد مشكلة الاستفتاء وعلى الرغم من افتعالهم للكثير من المشاكل الا ان ضيق الافق القومي والتدخلات الخارجية التي يخضعون لها الا الدلائل تشير الى عدم رغبتهم الدخول والمشاركة في الانتخابات سيما ووجود الاحداث الاخيرة التي ساعدت على تفاقم العلاقة مع السلطة المركزية
اما القوى او المكون السني هو الاخر لا يرغب بالانتخابات حيث يرى الحاجة لفترة لترتيب صفوفه اضافة الى النزاعات بين اطراف هذا المكونوكذلك مشكلة النازحين وازمتها
سادسا- والاهم من كل هذه الامور ان ماسك السلطة الا وهو السيد العبادي رئيس الوزراء حيث انتصاراته الاخيرة وبسطه الامن على المناطق التي كانت تحت ولاية داعش وادعاءه بالقضاء على الفساد حيث لا يمكن ان يحقق اهدافة بوجود مجلس النواب ومجالس المحافظات وخضوعها الى كتلها واحزابها مما يضع العقبات امامه وبالتالي فان وجود حكومة طوارى يكون هو على رإسها يتيح له الفرصة لتحقيق اماله وطموحاته ان كانت صادقة.لذا فاني اعتقد ان اي شخص غير العبادي يكون رافضا للانتخابات حتى يمنح نفسه فرصة للانقضاض على معارضيه او منافسيه
اما الجهات التي تريد الانتخابات
اولا-الاحزاب الماسكة على شؤون الدولة من برلمان ومجالس محافظات ووزارات حيث الامكانية المالية لها اضافة لاستحواذها على المفوضية العامة للانتخابات من خلال تعيين ممثليين لها فيها
ثانيا-قادة الفساد ورجاله الذين يريدوا الابقاء على الدولة وعلى داعميهم حيث البعض لهم حصانة مما يحول دون المساس بهم من قبل السلطات القضائية وهولاء يشكلون قوة مادية تتلاعب بالاختيارات
ثالثا-اميركا وبريطانيا فهما يسعيان بقوة الى خلق المشاكل امام اقامة الانتخابات.
اخيرا انا ومن خلال رؤية وقناعة انه اذا جرت الانتخابات لن تغير شيئا ابدا وبقاء ذات الوجوه والاحزاب مما يجعل الامل معدوما وهذه نظرة واقعية لا تحتمل الشعارات والخطابات الرنانه خاصة في ظل دولة الاقانون والفوضى المستدامة دولة الصراعات الطائفية والاثنية والعشائرية وتدخل دول الجوار في القرار العراقي