اليوم العالمي..المنسي عن عمد
فاتح عبدالسلام
لا أحد ينتبه في دولنا التي تتخذ من شعارات العواء الفارغ أسلحة لفظية للدفاع عن قضايا وهمية الى انّ يوم الاثنين 19 حزيران الجاري كان اليوم العالمي للقضاء على العنف الجنسي في حال النزاع.
حروب كثيرة مرّت على البلدان العربية ،خارجية وداخلية، من العراق وسوريا الى ليبيا والسودان مرورا بالدول التي عاشت اضطرابات» الربيع العربي»، وشهدت تلك البلدان كما في مناطق افريقية وآسيوية مضطربة، الانتهاكات الجنسية المبرمجة والعشوائية ضد المدنيين تحت ظروف النزاعات، ولاسيما في السجون التي لا تزال تعج بأصحاب الرأي والمعارضين الذين لم يرفعوا السلاح في وجه أية سلطة لكنهم رفعوا أصوات الرفض ضد سياسات يشهد القاصي والداني اين أوصلت بلداننا وكيف بات حال الحريات فيها.بريطانيا، وقبلها المانيا، لفتت الى انتهاكات السلطات العربية واستخدام الاغتصاب والانتهاك الجنسي سلاحاً نفسياً مدمراً للمعتقلين أو ذويهم في سجون، لا أحد يراقبها، ولا احد يعرف ما يجري فيها الا الذين يفلتون من الموت بأعجوبة، بل انه في أحيان كثيرة لا أحد يعرف اين تقع تلك السجون
. وحتى لو علم العالم اين هي السجون فمن له الحق من المنظمات الدولية ومن أعضاء مجلس الامن الدولي في زيارتها والتفتيش عليها والاستماع الى شهادات من داخلها بحرية؟ هذه المناسبة ليست خاصة بوزارة معينة ننتظر ان تقيم حفلا خطابيا هو بمثابة دعاية كاذبة لما يجري في السجون، لكنها قضية وجود تخص إنسانية اية سلطة تحكم في بلدان العرب، إما أن تكون سلطة ترعي القيم والأخلاق والمبادئ وتطبق قانون السجون للإصلاح واعلاء شأن القانون، أو ان تكف عن اغراق الشارع العربي بشعارات لا وجود لها حول الحريات وحقوق الانسان.كنتُ اتطلع الى أن يقف “رؤساء السيادات” وقفة في هذا اليوم العالمي، ينظر اليها المواطنون باعتزاز وتزيد الثقة في نفوسهم بجدوى المواطنة وحقوقها الدستورية المصانة بالفعل وليس على الورق وفي المناسبات ،في حال سمعوا تعهدات واضحة مدعومة بتشريعات تمنع ارتكاب أي اعتداء أو انتهاك جنسي مهما كان نوعه ضد المعتقلين في جميع مراحل الاعتقال والتحقيقات والاحكام، كما يأمل المواطن ان يسمع عن عمليات محاسبة لمرتكبي تلك الأفعال داخل السجون العلنية او في مراكز التحقيق المعروفة وغير المعروفة او ما جرى كشفه في أيام المعارك لتحرير مدن من احتلال داعش.لا يكفي ان تدين وتستنكر ما ارتكبه ضبّاط الاحتلال الأمريكي من انتهاكات جنسية» اعترفوا انفسهم بها «، في سجن أبي غريب، في حين انّ الفظائع لا نزال نرتكبها في السجون « الوطنية» بروح «وطنية” أيضاً.