اليس الساكت عن الحق شيطان أخرس؟
بقلم:ضحى عبد الرحمن
استمعت يوم 28/6/2020 الى برنامج تلفازي بعنوان (حقيقة إنهيار النظام الصحي وإرتفاع أرقام كورونا) ضمن برنامج أقصر الطرق للإعلامي اللامع نبيل جاسم، وتضمنت البداية ” هذا البرنامج يحتوي على جرعات إضافية من الصراحة، وننصح بإبعاده عن متناول من يقلب الأسود الى أبيض)، وكانا ضيوف الحلقة الصيدلاني النائب وعضو لجنة الصحة البرلمانية وعضو خلية الأزمة (غائب العميري) ، والناطق بإسم وزارة الصحة الطبيب (سيف البدر )، وفعلا البرنامج تضمن جرعات إضافية من الضغط والتدليس على المشاهدين من قبل النائب والناطق بإسم وزارة الصحة، الذي قلب الأسود الى أبيض، وننصح من لديه أمراض السكري والضغط والقلب بالإبتعاد عن مشاهدته، وإلا عانى من حالات مضاعفة الله يستره منها.إستمعت الى كلام البدر، وكأنني إستمع الى الناطق بإسم وزارة الصحة السويسرية وليس العراقية، فكل شيء جيد في العراق، والوزارة بصدد حل كل المشكلات المتعلقة بكورونا وغيرها، وتم تطوير التجهيزات (يقصد الأسِرة) كأن السرير هو الكفيل بمعالجة الأزمة، وبين آونة وأخيرة يشيد بوزير الصحة التميمي والنائب الضيف بجملة (كما يعرف السيد النائب) التي أعادها مرارا وتكرارا على مسامعنا، كأنما يستعطف النائب الضيف ان لا يثير ما لا يحمد عقباه، فكان النائب عند حسن ظنه!!!علاوة على الإشادة مرارا بجهود وزير الصحاة التي شعر بها البدر دون بقية الشعب العراقي بأكمله، متجاهلا المطالبات بإقالته بسبب فشلة في إدارة الأزمة. من البدسهي أن يدافع البدر عن وزارته ويستميت في تقديم التبريرات رغم تفاهة البعض منها، دون أن يوضح لنا لماذا تتصاعد الوفيات والاصابات يوميا، ووفاة (600) طبيب بالكورونا وأصيب (775) آخرين؟ وهذا ما لم نشهده في أي دولة في العالم سواء في الولايات المتحدة التي زاد عدد الإصابات عن مليون أو الهند التي زاد فيها عدد الإصابات عن نصف مليون وكذلك البرازيل وغيرها، اليس هذا يعني ان الخلل ليس في الجيش الأبيض المجاهد، وإنما في قائد الجيش الذي لم يوفر لجنوده التجهيزات اللازمة للوقاية من المرض؟ وتقاعس البرلمان الذي لم يخصص جلسة واحدة لمناقشة الأزمة، كأن روح الجنرال سليماني أهم من أرواح عشرات الآلاف من العراقيين، حيث خصص البرلمان للمقبور جلسة شيعية.ولم يتحدث عن نقص قناني الأوكسجين في العراق عموما ، ومحافظة ذي قار خصوصا، ولا عن نقص الإجهزة الطبية وأهمها أجهزة التنفس، ولا عن تراكم الجثث في المستشفيات والمشارح، ولا عن الطاقة الإستيعابية الهزيلة للمستشفيات.حسب كلام البدر فأن الشعب هو المسؤول عن زيادة الإصابات بشكل كبير وليس وزارة الصحة، بالطبع هو تكلم عن زاوية واحدة فقط، وهي حقيقة لا يمكن ان ينكرها عاقل، فالتباعد الإجتماعي والجسدي من أبرز العوامل التي تحد من إنتشار الجائحة، وهذا أمر لا يحتاج الى مناقشة أو توضيح، ولكن هل كانت وزارة الصحة بمستوى الجائحة؟ الجواب معروف، فالنظام الصحي في العراق متهالك وقد بلغ مستوى الإنهيار.المثير في أمر النائب والناطق إنهما تكلما عن أسباب إنتشار الجائحة دون الإشارة الى دور مراجع الدين في انتشارها، فهل هو جهل أم خوف إم إستغفال المشاهدين؟ في بداية الجائحة طلبت مرجعية النجف من وزير الصحة الصدري عدم الإشارة الى عدد المصابيين الحقيقي لان الأمر يتعلق بزوار العتبات الشيعية، مما يجعلها بموقف المتهم الأول، لذا بادرت بعد أيام الى اصدار بيان حول أهمية الإلتزام بتوجيهات الأجهزة المختصة، ولكن هذا البيان لم يستجب له لا مقتدى الصدر ولا خطباء المنبر الحسيني، فقد أوعز مقتدى الصدر الى اتباعه بكسر أبواب الحضرة الكاظمية والدخول عنوة بعد الإعتداء على الحراس، وحث خطباء المنبر الحسيني اتباعهم بأن يداوموا على الزيارة لأن الأئمة ـ الذين عجزوا عن حماية أنفسهم ـ سيحموا الزائرين، وهذا من الأسباب الرئيسة لإنتشار الوباء.الأعجب منه ان مرجعية النجف لم تحاسب خطباء المنبر الحسيني ومقتدى الصدر، بل سكتت عنهم، والسكوت عن الجريمة جريمة أيضا، والأهم منه ان الحكومة العراقية مثل قرود اللوحة الثلاثة، لا تسمع ولا ترى ولا تنطق، والعراقيون يموتون افواجا.عليه نرى من الضروري وضع المتهمين أمام القضاء، لكن أي قضاء نتحدث عنه، فالمدعي العام أشبه بالطفل النائم في مهده، والقضاة يهزون سريره.إعتبار جميع المراجع والخطباء ـ الذين إستهانوا بالجائحة وشجعوا الجهلة والطائفيين والسذج على زيارة العتبات الشيعية ـ مجرمين لأنهم تسببوا في زهق أرواح الآلاف من أهلنا الشيعة، وهم السبب بوجود المناطق المنكوبة بالجائحة كمدينة الصدر والحرية والشعلة وغيرها. ولابد للحكومة من إلقاء القبض عليهم وإحالتهم الى القضاء، فكفى ضعفا وتملقا للمعممين وهذه بعض من نتائجهم، فالعمامة من أهم أسباب دمار العراق.أن تتحمل مرجعية النجف مسؤوليتها الشرعية والأخلاقية في وضع حد لمهاترات وتخريفات ودجل خطباء المنابر الحسينية طالما هي تزعم بأنها المسؤولة في المحافظة على بيضة المذهب، البيضة التي فسدت جراء تفاهات هؤلاء الدجالين والمجرمين بحق أهلنا الشيعة.مصارحة الشعب العراقي عن وضع المستشفيات التي لم يباشر بإنشائها أو صار تلكؤ في ذلك ومن المسؤول عنها كرئيس حكومة ووزير صحة وكل من له علاقة بهذا الأمر، والجهات الأجنبية والمحلية المسؤولة عن التقصير بالإسم والدولة، والموقف الحكومي منها، ومقدار المبالغ التي هدرت من خزينة العراق عليها، بما في ذلك المشاريع الوهمية، وإحالة وزراء الصحة السابقين الى القضاء لتسببهم بإنهيار النظام الصحي في البلد.إلغاء ما يسمى (باب قضاء الحوائج) من العتبات الشيعية، فكفى كذبا على أهلنا الشيعة، حول قدرة الأئمة وتلاعبهم بمجرات الكون مثل كرات القدم، وغيرها من الأساطير السخيفة، الأموات لا يعالجوا الأحياء، وهم عجزوا على علاج أنفسهم وزوجاتهم وابنائهم، والتوصية بعدم نشر او طباعة أو شراء كتب الحرز والسحر وطب الأئمة التي تصور امكانية الأئمة على علاج وشفاء المرضى، لأنها مجرد أكاذيب، لقد فضح فيروس لا يرى بالعين المجردة أكاذيب نسبت الى أئمة الشيعة وهم منها براء، وحان الوقت لكشف الحقائق ومصارحة أهلنا الشيعة بأن الأموات لا قدرة لهم على الأحياء. نسأل الله تعالى ان ينور شيعتنا بالعلم والمعرفة، ويحصنهم من دجل والاعيب مراجع الضلال، العقل زينة المرء وهبة الله الى العباد فلا تسلموا عقولكم الى الدجالين والمعممين.