الوطن امراءة مغتصبة
هادي جلو مرعي
جامعات يمكنك دخولها دون أن تحتاج حتى لشهادة إبتدائية.كل الخطط القديمة تبعثرت. القوى الحاكمة والمتنفذة السياسية والدينية ينتظرها مصير إستثنائي. الحل في مواجهة الجماعات الحاكمة بكل مسمياتها لم يعد تقليديا.وسيتم التخلص منها بواسطة عشرات آلاف الشبان بطريقة ذكية هادئة وعنيفة. فساحات التظاهر التي تضم شبانا لايهتمون للإنتماء الطائفي. غاضبون بسبب البطالة والحرمان، ومايظنونه خديعة من النظام السياسي الموغل في الفساد، والذي لم يستطع إقناع الشارع بمنجزات حقيقية، إقتصادية وإجتماعية، وإنشغلت نخبه بتحصيل المال والمكاسب، وتوفير بعض العبارات المنمقة للدفاع عنه دون أن تقنع صاحب بسطية إقتلعتها جحافل أمانة بغداد التي إغتنى بعض مسؤوليها على حساب أصحاب العرباين والبسطيات الذين فقدوا الرغبة في الحياة، واصبحوا ناقمين لايتورعون عن فعل مايمكنهم لتغيير الوقائع الحالية، ولو ببعض الدعم لمن يتحرك بطريقة ما ضد السائد الموغل في التوحش.يقولون: إن بعض النخب تمارس سياسة جلد الذات من خلال النقد اللاذع، ويتغافلون عن الثراء الفاحش الذي عليه تلك النخب التي تحاول التماهي مع الشارع الغاضب فهي تجامله علنا، لكنها تسرق منه في السر، وتفقره وتحيله الى محتوى فارغ غير ذي جدوى، ولاقيمة لافكرية، ولاإنسانية، ولكن ماأهمية كل ذلك بالنسبة لرغبة التغيير إذا كان السيء يتحول الى اسوأ، وعلى قول أبي مزيعل: ذاك الطاس، وذاك الحمام. فاللاعبون الأساسيون من زعماء الطوائف والقوميات هم نخب ثرية، وعدا عن ذلك هم يتبادلون الأدوار في لعبة الحكم في بلد يلعب بعقول ناسه دين مشوه، وعشيرة تخرج عن دورها التنظيمي، الى دور الفوضى والصراع في الشوارع والأزقة، وتقتل الأبرياء والمذنبين معا، وسياسة فارغة تخدم فئات، وتبنج أخرى، وتسحق الفئة الأكبر، وهي فئة المحرومين والمهمشين، ثم إن التغيير في العراق غالبا ماينفع فئة، ويدمر فئات. سواء كانت الغلبة فيه لقومية، أو طائفة، أو فرد دكتاتور يرغب بالبقاء حاكما حتى يفنى. وحتى الذين يخرجون الى الشوارع يعودون وقد ذهبت النتائج الى غيرهم.. ولاأدري أيصح القول في وصف حالهم: الثورة تأكل أبناءها؟نعم يحدث التغيير، ولكنه تغيير في قواعد اللعبة، يأتي بناس، ويذهب بآخرين، ولايغير صورة الوطن، فالوطن في كل تغيير مثل إمرأة يتناوب على إغتصابها مجموعة من الرجال.