الاولى نيوز / بغداد
لم تكن مشاركة المنتخب الوطني في بطولة أمم آسيا، التي أغلقت تعاملاتها مطلع الشهر المنصرم بالإمارات، محطة إعداد لتصفيات كأس العالم المقبل، مثلما خطط المدرب السلوفيني سريتشكو كاتانيتش، في ظل الأحداث التي واكبت ظهور أسود الرافدين المخيب في البطولة القارية.
تداعيات المشاركة العراقية الباهتة، مازالت تلقى بظلال قاتم على مكونات اللعبة، خاصة بعد العقوبات التي أصدرها اتحاد الكرة، على خلفية توصية لجنة التحقيق، التي رصدت عدم التزام اللاعبين، وخروجهم بأوقات متأخرة من الفندق، ووجود حالة من التسيب وعدم الانضباط، بحسب التقرير الذي صادق عليه مجلس الإدارة.
ونرصد في هذا التقرير، الكثير من التفاصيل والخفايا، التي تحيط بالمنتخب الوطني العراقي، ضمن مخطط تخطي تبعات الوداع المهين في بطولة أسيا:
لجنة التحقيق
شكّل اتحاد الكرة العراقي لجنة تحقيق ثلاثية، من أجل للنظر في الادعاءات التي أشيعت حول عدم انضباط عدد من اللاعبين، ووجود حالة فوضى في الوفد العراقي.
وبعد التحقيق لمدة تجاوزت الأسبوعين، أصدرت اللجنة عدداً من المقررات، بإيقاف عدد من اللاعبين والإداريين، وصادق اتحاد الكرة على تلك العقوبات، واعتبارها نافذة، وتطبق من يوم الإعلان عنها، ليشهد المنتخب إبعاد عدد من اللاعبين خلال الفترة المقبلة.
الوصايا العشر
وصادق اتحاد الكرة على عقوبات تضمنت عشر فقرات، بمعاقبة اللاعبين علي فائز ووليد سالم لمدة سنة واحدة من اللعب مع المنتخبات الوطنية، وحرمان الإعلامي عمر رياض، لمدة سنة من مرافقة الوفود الرياضية.وعاقبت اللاعب علي عدنان، لمدة 6 أشهر من اللعب مع المنتخب الوطني، للتأثير السلبي من قبل وكيله الخاص على بقية اللاعبين، فضلاً عن معاقبة اللاعب علي حصني من تمثيل المنتخب الوطني لمدة 4 أشهر.ووجهت إنذارًا نهائيًا للاعبين محمد حميد وصفاء هادي، بسبب إجراء لقاءات صحفية، دون علم الوفد الإعلامي، مع منع تواجد السماسرة في مقرات المنتخب الوطني، وإعادة النظر في رابطة مشجعي المنتخب الوطني وإجراء انتخابات بأسرع وقت.وقررت اللجنة تشذيب أي وفد في المستقبل وزيادة عدد الاداريين، مع إصدار لائحة جديدة للوفود الرياضية، ومنها إقامة اللاعبين في طابق واحد، وشدد في ختام الوصايا العشر على ضرورة إبتعاد الوفود الإعلامية عن التشهير بلاعبي المنتخبات الوطنية.
إقالة اوسكار
وبعد القرارات الصارمة، اجتمع اتحاد الكرة مع المدرب كاتانيتش، واتفق معه على إنهاء خدمات نجله أوسكار لعدم الاستفادة من خدماته، بالإضافة إلى خلق حالة من الارتباك في التدريبات، بالإضافة إلى إبعاد المدرب المساعد أحمد خلف بظروف غامضة دون أي إيضاح.المصادر الخاصة، أكدت أن هناك رغبة لمجلس إدارة الاتحاد، بالخروج من مأزق تسمية مدرب الناشئين، حيث ينقسم الاتحاد ما بين علي هادي وعماد محمد.وحتى تكون هناك حالة من الترضية لبعض أعضاء مجلس إدارة، جاء إبعاد خلف ليكون المتنافسين الاثنين علي هادي وعماد محمد، أحدهما مدرب لمنتخب الناشئين، والآخر مقعد ترضية كمدرب مساعد مع كاتانيتش.
مدرب اللياقة
المفاجأة الكبيرة، بعد الاتفاق مع كاتانيتش على إقالة نجله، عاد في المساء، وطالب الاتحاد في حال تم إبعاد أوسكار، يجب الاستغناء عن خدمات المدرب الآخر سردار محمد، ما وضع الاتحاد في مأزق.وحسم سردار الجدل، وأعلن استقالته من العمل مع السلوفيني، لتتم تسميته مع الطاقم الفني للمنتخب الأولمبي، على أن يعوض مقعد مدرب اللياقة البدنية بمدرب أجنبي آخر، تتم تسميته في وقت لاحق.
ضعف الاتحاد
جميع المؤشرات تدلل عدم قناعة الاتحاد بإمكانيات المدرب السلوفيني كاتانيتش، بل إنه بات يتدخل في كل شيء، فيما يقف المجلس مكتوف الأيدي، خوفًا من الشرط الجزائي، الذي يحتم على الاتحاد دفع مستحقات المدرب المالية.ويخشى الاتحاد الوقوع في حرج أمام الحكومة العراقية، التي دفعت عقد المدرب، ناهيك عن إدانته لنفسه بعدم القدرة على التعاقد مع مدرب بمستوى الطموح، وبالتالي ذهب الاتحاد للقبول بجميع الأخطاء، دون مواجهة الحقيقية التي تؤكد خطأ التعاقد مع المدرب، ووفق رؤية مالية ضبابية، يعتقد معها البعض أن قيمة من العقد ذهبت سمسرة من تحت الطاولة.