الوزير الأب
هادي جلو مرعي
واحدة من أصعب المراحل التي مر بها طلاب المدارس الإعدادية في العراق، ومعهم وزارة التربية، وهم يحضرون لختام عام دراسي مارثوني شاق في ظل أجواء يطبعها الحذر خاصة وإن العالم بأسره مايزال يعيش، وهو يواجه فيروس كورونا الذي يتنقل من بلد الى آخر، دون جواز سفر، أو حاجة لإذن مرور من أحد، ويتحول الى مسافر حر بإمكانه أن يتنقل عبر البحار والأجواء والأراضي البعيدة بالسفن، والطائرات، وسيارات الشحن، وحافلات المسافرين، والقطارات، ولايحتاج الى أن يدفع ثمنا مقابل ذلك كله.
كان القلق هو الهاجس الذي يرافقنا جميعا ونحن ننتظر أداء الإمتحانات النهائية، وكنا بحاجة الى رسائل إطمئنان تبعثها وزارة التربية ومؤسساتها، وهو ماحصل بالفعل حيث عقدت الوزارة إجتماعات مكثفة، ومستمرة على مدى أسابيع، وبرئاسة وزير التربية السيد علي حميد الدليمي سواء في مقر الوزارة، أو في مؤسسات الوزارة الأخرى التي كانت تمثل مسعى مسؤولا للتهيئة المناسبة لأجواء ملائمة لطلبة المرحلة المنتهية، وليؤدوا إمتحاناتهم دون قلق بعد توفير كل متطلبات تلك العملية.
أعجبتني تلك الصورة التي وجدتها في الواتساب لوزير التربية وهو يجلس على مقعد الى جوار طالبة من بناتنا تؤدي الإمتحان، ويبدو الوزير مثل أب يجلس الى جوار إبنته ليمنحها الطمانينة، وينظر في الظروف المحيطة بها، وبزميلاتها لكي لايعانين من أية معوقات، وهي صورة نفتقد إليها، ولكنها تشعرنا أن روح المسؤولية تعود الى مؤسساتنا رويدا، وأن هناك فرصة حقيقية بوجود وزير من هذه النوعية يفضل الذهاب الى قاعات الإمتحان، ولايستهويه الجلوس في مكتبه لأنه يدرك إن النجاح الحقيقي في الميدان، وليس بين الجدران، ولعلها فرصة لنقول: إنه إختيار موفق لوزير التربية ليكون على رأس الوزارة، ويديرها بروح المسؤولية، وبمشاعر الأب، وليس كوزير وحسب.