الورقة البيضاء ركزت على ترشيق النفقات وإدخال مبدأ التسعيرة الاقتصادية
أعلن وزير المالية علي علاوي تركيز الورقة البيضاء على إدخال مبدأ التسعيرة الاقتصادية وترشيق النفقات، وفيما أشار إلى ضمان التزام دفع رواتب الموظفين في موعدها المحدد، أكد تقديم المقترحات على التعديلات التي أجريت بموازنة العام 2021.
وقال علاوي في مقابلة مع وكالة الأنباء العراقية (واع): إن “العراق مر بأزمة مالية خانقة حيث اصبحت ايرادات الدولة عام 2020 هي الاقل منذ 2014″، مبينا أن “الورقة البيضاء بدأت ليس بترشيد النفقات وحسب وإنما ركزت على المصادر المعروفة التي تتطلب اصلاحا وتغييرا اساسيا وترشيقا للنفقات، وتم ادخال مبدأ التسعيرة الاقتصادية لأن المدخلات الرئيسة مدعومة، وهذه تعكس ايرادات تسعيرات المدخلات النفطية الى شركات التوزيع وشركات المصافي”.
وأضاف أن “العراق بدأ ببناء القاعدة وتطويرها مستقبليا حتى نقلل من اعتمادنا على الايرادات النفطية”، مشيرا الى أن “الوزارة تحاول حل مشاكل متراكمة منذ عقود من الزمن ولا يمكن اهمالها دونما معالجة للمفاصل المتأثرة بهذه السياسات الخاطئة، حيث يتطلب ذلك حزمة كبيرة من الاصلاحات”.
وتابع علاوي “لا يمكن أن نمضي بتطور اقتصادي ووضع العراق على سكة اقتصادية جديدة من دون معالجة المشاكل”، موضحا أن “الورقة البيضاء ركزت على معالجة 600 اجراء، تحدث في 60 حزمة معينة خلال 3 الى 5 سنوات، وتطبق على جميع مفاصل الدولة الرئيسة من الوزارات الى الهيئات والتي تتطلب عملا دؤوبا ومستمرا”.
وأشار الى أنه “لا يمكن اصلاح شيء معين من دون معرفة تأثيره على القطاعات الاخرى، فهي شبكة معقدة وطريقة تفكيكها بشكل منتظم تحتاج الى توقيتات زمنية معينة”.
معرقلات تنفيذ بعض بنود ورقة الإصلاح
أكد علاوي “وجود معرقلات لاجراء الاصلاح لأن كل اصلاح سوف يؤثر ويتأثر منه اطراف معينة”، مشيرا الى أنه “رغم قناعتنا كدولة وكشعب بضرورة الاصلاح ووضع العراق على سكة، من دون الاعتماد الكلي على مواد البترول، فذلك يتطلب أن نواجه صعوبات وتقديم الحلول التي لا تؤثر بشكل كبير على الطبقات الهشة”.
وتابع أن “هذه الاجراءات ستواجه ردود فعل وربما مقاومة، فمثلا لا يمكن أن نتجنب ضرورة اتمتة جميع مؤسسات الحكومة”، لافتا الى أنه “في ظل القرن الـ21 لا يمكن للعراق أن يبقى متأخرا، ولا يمكن اعتماد فلسفة وسياسة القطاع الخاص ودعمه اذا لم ترفع المعوقات الموجودة في كل مفصل من المفاصل، والتي يجب أن تفكك بطريقة علمية وموضوعية والتي يمكن أن تؤثر على المرحلة القصيرة لكن على مدى متوسط وبعيد فجميعها ضرورية”.