الهوية العراقية
د. صادق السامرائي
هل يعتز المواطن بعراقيته؟ إذا كان الجواب بنعم , فكم يعرف عن وطنه العراق؟ إن مقدار ما يعرفه الإنسان عن وطنه , له دور في تحديد درجة إنتمائه إليه , فالمعرفة قوة , ومعرفة الوطن إقتدار إنتمائي خلاق. ترى هل نضع مقياس العراقية معيارا لسلوكياتنا؟!! إن فقدان هذا المعيار يتسبب بتداعيات خسرانية فادحة , كما يجري في صراعات القوى المتكالبة على السلطة. ولابد من طرح السؤال التالي على الجميع : أين معيار العراقية فيما تقومون به , بمعنى هل أن ما يحصل بينكم لصالح الوطن , أم لقوى مغرضة طامعة بالعراق؟!! فالإجابة على السؤال تقرر مصير السلوك الفاعل في حياة الناس , ولا بد أن تكون الإجابة ذات دلائل وبراهين عملية واضحة . والناظر إلى أحداث الوطن وتطورات التفاعلات الكرسوية , يكتشف أن معيار العراقية مغيّب , والأطماع الكرسوية قائدة السلوك. فهل يوجد إنجاز يستحق الذكر , وهل توفرت الخدمات للمواطنين , وتطورت مؤسسات التعليم والرعاية الصحية؟ إنها أسئلة يجب أن تتأكد أمام الأجيال , فالواقع يشير إلى أن الذي يحصل ضد أبسط شروط العراقية , ولا يوجد في خطابات الكراسي ما يشير إليها ويعززها , بعكس ساسة دول الدنيا الذين عندهم معيار الوطن هو الأصل , وأي سلوك يتعارض مع مصالحه والمواطنين لا يجوز الإقدام عليه. ويبدو أن البلاد تمر بمرحلة إلغاء الوطن ومحق الهوية العراقية , والإمعان بالتبعية والخضوع لإرادة الطامعين بالبلاد , وتأكيد سلوك التقليد المبيد , وإعتبار البلاد وما فيها وما عليها غنيمة , ومن أشياع الذين يتبعون. فنهب الوطن يعزز الإيمان , ويؤكد التقليد للمتبوع المفترس , الذي ربما ينوب عن رب العالمين!! فهل سنعمل من أجل العراق القوي العزيز؟!!