الناصرية ..# نخوة وطن#
مازن صاحب
هل عراق اليوم بحاجة الى إثبات متجدد لما يصفه احد الزملاء بانه ( الفوضى المستدامة ) في احداث الناصرية التي ما زالت تخضع لوجهات نظر متضاربة بين من يبحثون عن وطن في انتخابات مبكرة وبين من يمسكون بسلطان الحكم ويعتبرون ان الدماء من شهداء ساحات التحرير العراقية التي اهدرت منذ احتجاجات تشرين ٢٠١٩ حتى اليوم في مشهد تظاهرات الناصرية اليوم … مجرد ثمن بخس لديمومة سيطرة امراء الطوائف السياسية على مقاليد الحكم. السؤال…كيف يمكن ان تنتهي كل هذه التداعيات في البحث عن # وطن# عراق واحد وطن الجميع ؟؟ هناك من يرجع بالذاكره الى ثورة تموز ١٩٥٨ ويعتبرون انها نقطة الانفلات الشعبي من سلطة القانون ..وتواصلت دائرة الاحداث حتى وصلت الى الاحتلال الامريكي من دون ظهور تلك المنظومة القيمية المتجددة في بناء دولة تجعل المواطن امام سلطة نفاذ القانون على الجميع. هكذا يمكن وصف الخط البياني للأحداث في الناصرية بكونها # نخوة وطن# يتوجب التعامل معها بعقلية تغادر الأساليب القديمة في تسكين الجراح ..وتبدأ من الاعتراف بجريمة قتل المتظاهرين وتحميل الأطراف المعنية المسؤولية الكاملة.. ويكون ذلك بتغيير الخطة الأمنية ومنح الفعاليات المجتمعية غير المتحزبة فرضيات الشراكة الحقيقية في الإدارة العامة لشؤون المحافظة ..واذا كان تشكيل ما وصف بالمجلس الاستشاري من ذات الأطراف الحزبية ..لن يكون لتغيير المحافظ اي نتيجة تذكر. لن يكون امام الباحثين عن # وطن# غير انتظار الحلول التي يمكن ان يتجاوز فيها المحافظ المؤقت مفاسد المحاصصة واثامها في حكومتها العميقة ..والسلاح المنتشر .. وحالة الفقر الذي يتجاوز ٤٠% من مجموع السكان. في زيارة اخيرة لهور الجبايش سمعت من أصحاب الأبقار عدم التمكن من تسويق الحليب الى معامل البان عراقية وهي الصناعة الرئيسية في المنطقة ..ناهيك عن تشجيع السياحة الوطنية وهذا الموضوع بحاجة الى مشاريع استثمارية حقيقية… فضلا عن اعادة احتواء المشاريع الزراعية.. والعمل على منع استيراد المحاصيل الزراعية من دول الجوار .. وكل من هذه الأمور ارتبط بمصالح امراء الطوائف السياسية .. التي خرج شباب الناصرية يهتفون ضدهم في ساحة الحبوبي !! هل ستكون هناك فرصة تهدئة تحفظ دماء الشباب …؟؟ اتمنى ان تكون جميع الأطراف امام مسؤوليتها في منع تطبيق مصطلح ( الفوضى المستدامة ) ولله في خلقه شؤون.