الناس تغيرت
الناس تغيرت – مظفر عبد العال
هل صحيح ان الناس تغيرت وان عوامل محيطه بها اجبرتها على تغيير سلوكياتها وعلاقاتها مع الاخرين ومنها عدم الثقة بمن هم من حولهم سواء كانوا اصدقاء او اقارب وجيران ومعارف ، والسؤال الان من هم هؤلاء ، وهل ان سلوكياتهم الجديدة فعلا لها علاقة بما يحيط بهم من ظروف ام انها ذات السلوكيات التي عرفتها عنهم فيما مضى من الزمن . وبعد التفحص والتمحيص والمراجعة نجد ان سلوكيات جديدة طرئة عليهم مع شديد الاسف ، والذي يقرا الواقع جيدا يعطيهم الحق ، خاصة اذا ما وجد ان هذ السلوكيات جاءت لكي يحافظ على نفسه وعلى رزق عائلته من عيون الحاقدين والمسعورين الذين عندهم الاستعداد على خلق الروايات والمصائب والحاقها بمن يكرهون ان يروه سعيدا حتى ولو للحظات،ان الامر الغريب في هذه الظاهرة هو عندما تجد انسان كنت تعول عليه وتحسبه قادر على مواجهة مغريات الدنيا بانه تغير على ناسه ومحيطه وترفع عليهم لانه حصل على منصب او جاه كان يحلم به واخذ يكيل التهم للناس الذين كان جزءا منهم وابن بيئتهم وما اكثر هؤلاء في واقعنا اليوم اذ تذكرت بهذا الصدد حكمة ومثل نردده باستمرار ( لا تخف من بطون شبعت ثم جاعت بل الخوف كل الخوف من بطون جاعت ثم شبعت ). يقول امير الفصاحة والبلاغة الامام علي عليه السلام( لا تطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت فالخير فيها دخيل واطلبه من بطون شبعت ثم جاعت فالخير فيها اصيل) ، ويرد ببالي قول لاحد الحكماء حقيقةً اجهل اسمه يقول صحبة الأخيار تورث الخير وصحبة الاشرار تورث الندامة، فاين نحن من هذا العطاء الفكري الانساني الصادق الذي يفرش لنا وبوضوح طريق السعادة في صحبة الاخيار الذين لا تغير سلوكياتهم ومحبتهم للاخرين عوامل الزمن القاسية في زمان تعددت به الولاءات وتغيرت الوجوه وقست القلوب .
