الموت عطشاً أو تحمّل الكارثة.. عراقيون يواجهون خطر “التسمّم” بسبب شح المياه (صور)

ما تزال أزمة مياه الشرب تضرب عددا من مناطق العاصمة بغداد بسبب عدم قدرة منظومة المياه على تغطية حاجة المدن العراقية وخصوصاً مناطق حزام بغداد نتيجة التوسع السكاني.

وانقطعت مياه الشرب في عدد من مناطق بغداد بشكل تام مما دفع المواطنين إلى البحث حلول طارئة لتوفير الماء في ظل ارتفاع درجات الحرارة إلى نصف درجة الغليان في المحافظات الوسطى والجنوبية.

آبار في المدن

وشهدت مناطق بغداد التي تعاني من أزمة المياه ظاهرة حفر الآبار في المدن للحصول على المياه.
من جهته يقول المواطن ابو علي الفتلاوي الذي يسكن مدينة اليوسفية جنوب بغداد، إنه “بعد انقطاع مياه الإسالة لأكثر من اسبوع حيث أصابنا جفاف في المنزل فلا نستطيع غسل الملابس ولا نستطيع الإستحمام أما مياه الشرب فيتم شراؤها من الأسواق”.
وأضاف ابو علي في حديث تابعته (الاولى نيوز): “قررنا حفر بئر داخل حديقة المنزل لاستخدامة لأجهزة التبريد (المبردات) والاستحمام وغيره ” مشيراً إلى أن “مياه البئر تحتوي على نسبة ملوحه عالية فاقمت المعاناة”.
وتابع: “استخدمنا كاف الوسائل للحصول على المياه حيث تم استخدام “الماطور” و”البم” في سحب المياه ولكن دون جدوى “لافتاً إلى أن ” جميع سكان المدينة يعانون من نفس المشكلة والغالبية لجأت إلى الآبار”.

تحذيرات من كارثة صحية

ويرى خبراء في الصحة أن بعض مياه الآبار خطرة جداً وقد تكون سامة لذلك يجب فحص ماء البئر من قبل مختصين قبل استخدامه.
بدوره أكد الخبير المائي تحسين الموسوي أن “بعض مياه الآبار في العراق تحتوي على نسبة عالية من الكبريت وهو ما يمثل خطورة على صحة المواطنين”.
وأضاف الموسوي في تصريح تابعته (الاولى نيوز) إن “الأمراض التي تسببها مياه الآبار كثيرة ويمكن ان تسبب بكارثة”، داعياً “وزارة الزراعة والموارد المائية إلى التنسيق بهدف فحص الآبار وتحديد صلاحية عملها كون هذا الأمر يمس حياة المواطنين”.
وتابع أن “من أسباب أزمة المياه الحالية هي تخفيض حصة العراق المائية من دول المنبع وهو ما يتسبب بانخفاض المياه عن المضخات الرئيسة المخصصة لتغذية مشاريع الإسالة وعدم سحب المياه الكافية، وكذلك تعرضها للتلوث بسبب الجفاف” لافتاً إلى أن “العراق لا يمتلك محطات لمعالجة هذه التلوثات”.

مطالبات وتحذيرات من كارثة 

من جهتها طالبت مفوضية حقوق الإنسان، رئيس الوزراء للتدخل بحل ازمة مياه الشرب التي تضرب عددا من مناطق العاصمة بغداد.

وقالت عضو اللجنة فاتن الحلفي تابعته (الاولى نيوز)، إن “أزمة مياه ضربت عددا من مناطق العاصمة ومنها الكاظمية ومدينة الصدر وسبع قصور ومناطق أخرى من العاصمة”، محذرة من “واقع بيئي وصحي سيئ ستشهده تلك المناطق”.

وأضافت، “طالبنا رئيس الوزراء بالتدخل لحل أزمة المياه باقرب وقت، نظراً للظروف السيئة التي يمر بها سكان العاصمة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي”.
بدوره أرسل مدير ماء بغداد رعد خيري، طلباً عاجلا إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالتدخل العاجل لحل أزمة الماء في العاصمة.

وقال خيري في تصريح تابعته (الاولى نيوز): “نطالب رئيس الوزراء بالتدخل العاجل لحل أزمة المياه التي تضرب عدد مناطق بغداد، من خلال تشكيل غرفة عمليات لمتابعة مشاريع المياه المتوقفة منذ عام 2012 وفسخ العقود من الشركات وإحالتها إلى الدوائر المختصة”، مشيراً إلى أن “احدث مشروع تم افتتاحة في مناطق حزام بغداد منذ عام 1990 وهذا يعني انتهاء المدة التصميمية للمشروع”.
وأضاف، أنه “في العام 2019 بلغت التخصيصات المالية لماء بغداد 9 مليارات دينار والتي تصرف لأغراض الصيانة والوقود ومواد التعقيم والتشغيل”، لافتاً إلى أنه “فوجئ بعد إقرار موازنة 2021 بتخفيض التخصيصات إلى 3 مليارات دينار”.
وبين خيري، ان “الحكومة ترفض تدخلنا كجهات مستفيدة وجهات مختصة، وأن وزارة الكهرباء لم تطبق قانون الإستثناء الفعلي على المشاريع الاسيتراتيجية التي تمس حياة المواطنين”.
ولفت إلى “وجود تجاوزات على خطوط الماء الرئيسية من قبل الحكومة حيث يتم الربط بعد بناء مدن جديدة دون إعلام الدوائر المختصة أو العمل على انشاء منظومات مياه جديدة خاصة بتلك المدن”.