الموارد المائية:سد مكحول استراتيجي والدولة ستعوض المتضررين
أكدت وزارة الموارد المائية، اليوم الخميس، أن إنشاء سد مكحول استراتيجي، لأنه يخفف الضغط على سد سامراء وتضمن في الوقت نفسه معالجات خاصة بالآثار، فيما أشارت إلى أن الدولة ستعوض المواطنين الذين تغمر المياه أراضيهم في القرى المجاورة.
وقال معاون مدير عام هيئة السدود والخزانات في وزارة الموارد المائية ماجد ابراهيم سلمان في تصريح للوكالة الرسمية تابعته(الاولى نيوز): إن “الهدف من انشاء السدود هو تأمين الامن المائي والغذائي للبلاد بشكل عام، وعند إنشاء أي سد تجري معالجة اثاره السلبية ومثال سد حديثة عند بنائه بينت الدراسات أن منطقة عانة القديمة بكاملها سوف تغرق بالمياه لذلك الدولة قامت ببناء مجمع سكني سمي عانة الجديدة وانتقل ساكنو عانة القديمة الى المجمع السكني”.
وأضاف سلمان أنه “لولا وجود السدود لكان البلد يعاني من ازمة مائية كبيرة لذلك الدولة ومن خلال دراسة الجدوى والمبالغ المرصودة ببناء وانشاء السدود تنظر بعين الاعتبار الى المواطنين”، موضحاً أن “الدولة أخذت ضمن التخصيصات المالية التي أقرت لبناء سد مكحول بنظر الاعتبار المبالغ المطلوبة لتعويض المواطنين الذين يمكن أن تغمر اراضيهم بالمياه اثناء انشاء السد”.
وتابع أن “الدولة ستعوض المواطنين الذين سوف تغمر اراضيهم المياه والمناطق الجنوبية ووسط العراق وكل الساكنين على عمود نهر دجلة، وهناك مناطق سوف تغمر بالمياه اذا لم تكن هناك سيطرة على الفيضانات”.
وبين سلمان أن “بناء السد يمكن أن ياخذ 5 سنوات ونحن الان بدأنا بالامور والاستعدادات اللوجستية، مثل جسر متعرض للضرر خلال الاسابيع المقبلة سيتم افتتاحه بعد استكماله والمجمع السكن جاري العمل به وسوف ينجز وبعض اعمال الحفريات الخاصة بالسد تمت المباشرة بها وهذه بداية المباشرة”.
وذكر، “نحن على تواصل مباشر مع الجهات المعنية وأولها وزارة الثقافة والسياحة والاثار وبعض الامور أخذت بنظر الاعتبار وهناك مخصصات مالية مرصودة لمعالجة الامور الخاصة بالاثار من ضمن التكلفة المعدة للمشروع وفرقنا الفنية وفرق وزارة الثقافة والاثار في لقاءات مشتركة وزيارات مشتركة”، مؤكدا أن “قلعة اشور لا يمسها اي ضرر ونحن أخذنا بنظر الاعتبار معالجة المسائل الفنية التي من شأنها الحفاظ على الاثار”.
وأوضح سلمان أن “وجود السد استراتيجي لأنه يخفف الضغط على سد سامراء ويحفظ المياه العذبة بمقدار ثلاثة مليارات متر ونوعيتها ممتازة، فالفيضان بدل أن يسبب ضغطا على سد سامراء ممكن أن يتحول الى مكحول ويوفر مخزونا مائيا وبالتالي يوفر اطلاقات مائية لتعزيز عمود نهر دجلة اضافة الى توليد الطاقة الكهربائية من المحطة الكهرومائية التي ستنجز ودراسة الجدوى للمشروع ممتازة جدا ونؤكد بوجود السدود سوف نقضي على الشح المائي ومستعدون استعداد امثل للتغير المناخي الذي يعتبر العراق من بين خامس الدول الاكثر تضررا به”.
في وقت سابق، أكدت رئيسة منظمة ليوان للتنمية، منى عبد الرزاق، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن “تأثير سد مكحول كبير جداً على أهالي المنطقة الذين سوف يخسرون أراضيهم الزراعية وخسارة مواردهم وهجرة مناطقهم عند فتح المشروع”، مبينة أن “هناك آثاراً وخيمة على العراق من خلال خسارة الآثار العراقية الموجودة في تلك المناطق المنقبة وغير المنقبة”.
وأضافت عبد الرزاق، أن “المنظمة سوف ترفع توصيات إلى ثلاث وزارات معنية، وهي وزارات الموارد المائية، والثقافة – دائرة الآثار، والهجرة والمهجرين”، موضحة أن “التقرير سيتضمن تأكيداً بحصول ضرر غمر أكثر من 150 كليومترا مربعا من القرى المأهولة بالسكان وإغراق 67 كيلومترا مربعا من الأراضي الزراعية إضافة إلى خسارة ما يصل الى 61 الف رأس من الماشية فضلاً عن إغراق أكثر من 395 منشأة مدنية من مدارس ومحطات كهربائية ومراكز ثقافية وملاعب وغيرها”.
من جانبه، قال عضو منظمة ليوان خليل الجبوري، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن “مشروع سد مكحول من المشاريع الاستراتيجية التي يحتاجها العراق لما يمر به من ظروف صعبة”، مبيناً أن “بناء السد ليس جديدا ويعود إلى عشرينيات القرن الماضي وإعادة العمل بالمشروع بدأت سنة 2020 وحول المشروع هناك 40 قرية يسكنها أكثر من 118 ألف مواطن أغلبهم متخوفون وينتظرون منحهم مواقع بديلة”.
وأشار الجبوري، إلى أن “هناك أكثر من 50% من سكان القرى يعتمدون في مصادر عيشهم على الزراعة”، متسائلاً: “وفي حال تهجيرهم كيف يمكن العيش؟ وهل يمنحون مثل الأراضي الزراعية؟ وما هي البدائل التي تقدمها الدولة؟”.
وأضاف، أن “طول حوض السد أكثر من 50 كيلومترا”، مؤكداً أن “هناك تأثيراً كبيراً على الآثار الموجودة في تلك المنطقة والتي تبلغ 202 مواقع أثرية منها 67 موقعاً أثرياً مسجلاً في هيئة الاثار بشكل رسمي والبقية منها منقب بنسب مختلفة، وهناك مواقع كثيرة غير مسجلة بهيئة الآثار وأحد المواقع مسجل بمنظمة اليونسكو وهو مدينة آشور التي ستتأثر بشكل مباشر بسد مكحول”.
وتابع، أن “هناك أكثر من 395 منشأة مدنية سوف تتأثر بوجود السد، وهو ما يطرح تساؤلاً هل يمكن للدولة أن تعيد إنشاء هذا العدد من المنشآت خلال وقت قريب وفق الظروف التي يمر بها البلد؟”، داعياً الى “معالجة السلبيات التي يخلفها المشروع وإيجاد الحلول البديلة”، حسب ما قاله.