المقدس والمدنس ..جاهلية تتجدد!!
مازن صاحب
لم يتطور منهج التطبيق المجتمعي لمضمون (( التقليد والبيعة )) وعلى الرغم من تكرار نماذج من اداء الانتقال السياسي مثلما هو واقع الدولة الإيرانية بقيادة منهج ولاية الفقيه ..والدولة التركية في قيادة منهج البيعة للاخوان المسلمين..الا ان الكثير من تطبيقات هذين المنهجين عربيا انتهت الى تحويل( المقدس) الديني في تفسيرهما الى تطبيقات ( مدنسة ) في مقاربة نماذج الحكم لعل ابرزها النموذج المصري والتونسي ناهيك عن النموذج العراقي الذي تتضارب فيه اجندات كلا المنهجين في تفسيرهما لنظام الحكم الإسلامي .حصرا بالحالة العراقية .. هناك من يقول ان نظام المحاصصة وثقافة المكونات ليست مطابقة لمنهجي ولاية الفقيه والبيعة للاسلام السياسي.. وان هناك قوى علمانية تشارك في الحكم مما جعل هذين المنهجين امام تحديات كبرى. هكذا تراكمت الاخطاء والاتيان بحلول من خارج صندوق نظام المحاصصة وثقافة المكونات بعناوين مقدسة ولكن بتطبيقات مدنسة ..تجعل الاغلبية الصامتة امام حقيقة ان الله سبحانه وتعالى حين جعل الانسان في الأرض خليفة ..لم يجعل يوم حسابه وفق معطيات رضا رجال الدين.. او من يمثلون الاسلام السياسي.. بل جعل عقل الانسان مناط التكليف الشرعي فقط .. لكن ..التكليف الشرعي بمفهومي البيعة والتقليد يقدم المدنس في نظام المحاصصة على المقدس باعتبار ان الضرورات تبيح المحظورات هكذا تم التعامل مع الاحتلال الامريكي وشركاه للعراق وايضا التعامل المباشر مع نفوذ ولاية الفقيه الإيراني وبيعة السلطان العثماني في واحدة من ابشع جرائم الخيانة العظمى في تعريف العدو …فيما يواجه عراق اليوم والغد ابشع انواع العطش السياسي في وقت توظف فيه كل موارده من ريع النفط في ميزان تجاري لصالح نظام ولاية الفقيه وبيعة السلطان العثماني !!!المثال المباشر على ذلك اتهام التخابر الذي اجلس الرئيس مرسي قفص الاتهام امام القضاءالمصري … السؤال كم مسؤول عراقي اليوم يمكن ان بواجه مثل هذا الاتهام؟؟. .لذلك..مطلوب من اي قوى مدنية او مجتمعية تنادي بدعوة الاغلبية الصامتة لطرق ابواب مجلس النواب المقبل العمل على تفعيل مواد قانون العقوبات العراقي حصرا لجرائم الخيانة العظمى.. ولتكن ساحة القضاء العراقي منصة الحساب الدنيوي..ايضا ولكن ..هناك من يشكك بقدرة القضاء العراقي على اصلاح ملح دعم بناء دولة مدنية عصرية متجددة بمعايير الحكم الرشيد والمواطنة الفاعلة ..اقول دعوا ساحة القضاء تشهد مثل هذه الدعاوي..عندها فقط تحين ساعة الحقيقة ..حين يكون القضاء الملح الذي يصلح ..وليس الملح المفسد .. وعلى نفسها جنت براقش ..ولله في خلقه شؤون!!