المغيبون قسراً.. في اللادولة
د. فاتح عبدالسلام
المفروض، انَّ الفشل في كشف أسماء قاتلي أبناء العراق في بغداد والجنوب لا يصاحبه فشل آخر في انقاذ أرواح الذين جرى تغييبهم قسراً عبر عمليات اختطاف طالت متظاهرين بسطاء وناشطين معروفين، ولا يزال الملف مركوناً، لا أحد ينادي بفتحه في جلسة برلمان او اجتماع حكومة. السياسيون مشغولون في التحضيرات لطبخات استباقية للانتخابات في حين انّ مصائب الشعب كانت من نتاج تعاطي هؤلاء السياسيين انفسهم مع ملفات البلد المُبتلى.المغيبون قسراً، هو أخطر الملفات التي لابدّ من التصدي لحلها، ذلك أنّ هذا الملف مفتوح فمه مثل تنين أهوج يلتهم أبناء البلد، غير مبال بوجود حكومة أو عدم وجودها.الذين يقولون أنّنا نكافح الارهاب، ويجتمعون مع الناتو والتحالف الدولي لوضع خطط اخماد أنفاس داعش الاخيرة في الصحارى والكهوف، عليهم أن يدركوا أنهم غائبون عن قضية هي من صلب واجباتهم الوطنية، يمكن أن ينقذوا من خلالها أرواح عدد من الشبان الذين ربّما ما زالوا على قيد الحياة. لابدّ من تكريس الجهود الاستخبارية في البلد والقيام بحملات واسعة تشترك فيها منابر الجوامع والمساجد والحسينيات من أجل أن نقطع دابر الذين أحالوا حياة بعض العراقيين الى جحيم وتركوا عوائلهم في مهب المجهول .من الافضل أن يتم التعاطي علناً مع ملف المغيبين قسراً، وفي جميع مجالات المجتمع وفعالياته، لكي يسمع المارقون عن جميع القيم والمبادىء أنّ هناك اتحاداً شعبياً ورسمياً في العمل من أجل انقاذ مَن يمكن انقاذه وقطع دابر الذين اشاعوا ثقافة الدم والخطف والتهديد والاغتيال وجعلوا منها عنواناً أبدياً في المجتمع .لا معنى لحوار استراتيجي بين القوى، قد يلامس ما يتحرك في الرؤوس من مصالح ، من دون المساس بقضايا مزقت قلوب الأمهات والآباء والزوجات والأبناء حسراتٍ على الذين جرى اختطافهم، ومن جهات بات من المضحك القول انّها مجهولة.