المضحكات المبكيات
د. فاتح عبدالسلام
قبل أن تبدأ الانتخابات في العراق يجب أن يشعر العراقيون بأنها عملية مختلفة تماماً عمّا جرى في السابق من مضحكات مُبكيات اشترك فيها الامريكيون قبل انسحابهم والايرانيون بعدهم ومن وراء أولئك جميعاً، أذنابهم وأدواتهم، ليتم انتاج هذه التشكيلات التي جرّت على البلاد والعباد الخراب ولا تزال توغل في الدماء والأموال .
كيف تكون الانتخابات مختلفة، وكيف يجري اقناع الناس بذلك؟ ذلك هو السؤال الذي لا توجد اجابات واضحة عليه حتى اللحظة.
ما نراه هو اندفاع الوجوه القديمة لإعادة انتاج نفسها، وهو أمر متوقع، ومن المستحيل أن يتخيل المرء صورة مغايرة متاحة، فما بناه أولئك من منظومات تعمل لحسابهم الشخصي والحزبي والجهوي والخارجي هي كل ما يملكونه من أساسيات وجود ،ولن يهدموه بطيب خاطر ومن أجل ملايين الشعب التي تنتظر التغيير، إلا إذا كانوا مضطرين أمام المساءلة والقانون والقرار المستقل.
هناك العامل الخارجي، وهو الاهم في حسم نتائج الانتخابات، عند التصويت وبعد فرز النتائج وخلال الدخول في نفق الكتلة الأكبر المعد سلفاً بقياسات متعددة تناسب أية حالة طارئة قد تفرزها مفاجآت معينة.
زيارة مبعوثة الامم المتحدة للعراق السيدة بلاسخارت الى طهران تصب في مجرى الانتخابات، والبحث عن ضمانات مبكرة لتحقيق نجاحها والقبول بأية نتائج لها. لا تبدو الاجواء واضحة، ولا توجد رغبة اقليمية في تغيير حقيقي في العراق، تلك هي المشكلة الاساس، التي سيدفع العراقيون ثمنها في غضون وقت وجيز من يوم الاقتراع، إذا جاء.