مقالات

المستقلون والذهب البرازيلي

المستقلون والذهب البرازيلي – نوزاد حسن

لذهب البرازيلي بريق خاطف,ولمعة مغرية.ولذلك الذهب رنة تتقصد بعض الفتيات احداثها لجذب الانتباه.

فالاساور الصفراء والخواتم باحجارها الزرقاء او الحمراء تجذب الانتباه.وفي احيان كثيرة يهمس لصديق لصديقه فلانة مشروع زواج مربح.

يسال الصديق كيف:يجيبه فلانة عندها خزينة ذهب.سيعمي عيوننا بريق ذهبها.الم تلاحظ الاستعراض اليومي الذي تقوم به امامنا.ان ذهبها يتكلم,طالبا منا ان يتقدم احد لخطبة صاحبة الثروة الصفراء.

وفي يوم غير سعيد يكتشف هذا الرجلان ان كل ذهب السيدة مجرد ذهب برازيلي بلا قيمة.

انه فالصو لا يساوي شيئا.في السياسة يحدث الامر نفسه.يقدم عضو البرلمان نفسه كنائب مستقل,وحين يفوز في الانتخابات يجد نفسه امام معادلة صعبة.

فمن جهة تكون السياسة عبارة عن اتفاق بين الكتل الكبيرة وعليه ان ينضم لاحداها او ان يبقى نائبا مستقلا وحيدا.وفي تجربة الانتخابات الاخيرة صعد المستقلون مكونين جماعة تحلم بدور بطولي تريد ان تقوم به.

وبقوا في مكانهم دون ان يحسموا قرارهم بالانضمام الى جهة معينة.وكان مشروع اقامة حكومة وطنية بعيدة عن المحاصصة هدف السيد الصدر في مقابل هدف الاحزاب الاخرى التي كانت تسعى لاقامة حكومة اغلبية توافقية.

بقي المستقلون في المنطقة الوسطى مع ان عددا منهم انضم لهذه الجهة او تلك.قدموا مبادرة لحل الازمة لكن المبادرات لا تغير الواقع ابدا.كما لا يغير الذهب البرازيلي من واقع المرأة التي تتزين به.

وهكذا خسر المستقلون فرصتهم في العمل النيابي بعد التطور الذي حصل على الساحة السياسية.ودخول الجماهير الى البرلمان والدعوات القوية لحله,واقامة انتخابات جديدة.اظن ان المستقلين خدعوا ببريقهم ولم يعرفوا ان السياسة ليست قانونا من المعادلات لا يمكن مخالفته.

ظن المستقل انه سيغير اللعبة,ويقودها,متناسيا ان البريق ليس هو الفيصل في اللعبة.هذا ما لم يفهمه اولئك المستقلون الذين دخلوا الى مجلس النواب ولم يعترضوا على امتيازاته على اقل تقدير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى