المرأة والدبلوماسية
د. نبراس المعموري
عرفت الدبلوماسية تحولات كبيرة في مفاهيمها وأدواتها، لكنها رغم كل تلك التحولات تقاطعت عند نقطة الإبقاء على المرأة جزءاً من الدبلوماسيات التقليدية التي ارتبطت بدور عقيلة السفير ومدى التزامها بقواعد البروتوكول والمراسم، والضيافة و استمر الحال، إلى أن اقتحمت المرأة قطاع العلاقات الدولية، بعد الحراك والنضال النسوي العالمي لاجل تحقيق العدالة ومنع التمييز على اساس النوع الاجتماعي فأصبح التحاقها بوزارة الخارجية أمراً حتمياً خاصة بعد الحرب العالمية الثانية حيث تقدمت الدبلوماسية خطوات للأمام في تعزيز مشاركة المرأة في وظائف لها علاقة بالعمل الدبلوماسي .وبهذا الصدد يعـرض مؤشـر المـرأة فـي السـلك الدبلوماسي لعام 2022 الذي اعدته والفته الدكتورة سارة شهاب ان النسـبة المئويــة للســفيرات مــن النســاء اللاتــي يمثلــن الــدول الــ 40 الأكبــر مــن حيــث القــوة الاقتصاديــة علــى مســتوى العالــم بما في ذلك الاتحاد الاوربي .ويغطي المؤشــر معظــم التعيينـات فـي مناصـب السـفراء علـى مسـتوى العالـم ؛ فمــن بيــن 4,293 مــن الســفراء المعينيــن فــي العينــة التــي تم جمعها شــغلت النســاء 927 ما يعادل 21.6 مــن مناصــب السـفراء لعـام 2022.وُتبِّيـن البيانـات أن كنـدا والسـويد تحتـلان مرتبـة الصـدارة مـن حيـث أعلـى نسـبة مـن السـفيرات والممثـلات الدبلوماسـيات الدائمــات فــي 2022، بنســبة %50.0 مــن مجمــوع مناصــب الســفراء فــي الدولتيــن لعام 2022 . وتقتــرب نسـبة المـرأة فـي مناصـب السـفراء فـي النرويـج مـن %46.1، حيـث هنـاك 35 سـفيرة مـن بيـن 76 سـفيرًا وسـفيرة.و عند الحديـث عـن الأماكـن التـي يتـم تعييـن السـفيرات فيهـا، فان البيانــات توضــح أن البرتغــال هــي المقصــد الأول لتعييــن النسـاء، ويليهـا منظمـة الأمـم المتحـدة فـي نيويـورك.اما الـدول العربيـة الثـلاث فـي عينـة البحث وهي (مصـر،والســعودية، ودولــة الإمــارات العربيــة المتحــدة)، فقد ســجلت الإمــارات أعلــى عدد للسفيرات المعينات بنسبة %10.9 تليها مصر بنسبة 7.5% بالرغم من ان مصر كانت سباقة في تعيين أول سيدة بدأت بالتدرج الوظيفي من ملحق دبلوماسي عام 1961 حتى تم تعيينها سفيرا في العاصمة الإيطالية روما بداية التسعينات.ورغم ضآلة الفرص الممنوحة للمرأة العربية في العمل الدبلوماسي والتحديات التي تواجهها بسبب طبيعة المجتمعات والحكومات الا ان التجربة التاريخية للعمل الدبلوماسي اثبتت قدرة وكفاءة المرأة في إدارة فن التفاوض و أصبح وجودها في السلك الدبلوماسي أمرا واقعا و مهما . وما يلفت الانتباه هو ما اصدره رئيس الجمهورية العراقي مؤخرا بتعيين وكيل وزارة الخارجية صفية السهيل سفيرة لجمهورية العراق في المملكة العربية السعودية ونعتقد ان لهذا القرار خصوصية تتعلق بتغيير الصور السائدة عن المرأة دبلوماسيا لتعزيز مشاركتها وانصافها خاصة في دولة مثل السعودية لها بعد دولي واقليمي عالي المستوى.