مقالات

المدرسة ومناهج التعليم

حسن الكعبي

يقتضي الانقطاع عن المدرسة بعد عدة سنوات من مداهمة وباء كورونا واجيتاحه العالم برمته، ايجاد ستراتيحيات جديدة تعويضية في السياق نظريات التعليم تفاديا لتلك الخسارات التي لحقت بالعمل التعليمي تعمل على تفادي تلك الخسارات، خصوصا بالنسبة لطلاب المراحل الاولى في الدراسة، وتقع هذه المسؤولية على عاتق التدريسيين الذين يجب ان يفعلوا جهودهم المعرفية، باستلهام نظريات التعليم المنبثقة عن العلوم الانسانية والفكر الاجتماعي السيوسيولوجي، والتي تسعى جاهدة الى ايجاد طرائق وستراتيجيات في وضع المناهج ونظريات التعليم والتعلم الموائمة في تدبر وعي المتعلم او الطالب في المراحل المبكرة من حياته الدراسية والاجتماعية، بمعنى انها اي النظريات تكرس جهودها لرسم معالم طريق واضحة في انجاح مسيرة الطالب الدراسية والاجتماعية السلوكية، وهذا ما يفسر الجهود المعرفية للمدارس والتيارات الفكرية كالمدرسة السلوكية والجشطالتية المعرفية والمدرسة البنيوية او البنائية وجهود المدارس الاجتماعية الاخرى، وما انجزته من مكتسبات معرفية في وضع منهاج شامل في سياق اثراء وعي المتعلم ضمن المستويات المعرفية والحياتية السلوكية.إن الاتجاهات المعرفية كونت رؤى وبلورت نظريات تفاوتت في طروحاتها ومناهجها في صياغة وعي المتعلم في مراحله المبكرة، او في الكيفية التي يعمل المعلم في مجالها لصياغة هذا الوعي، من ذلك مثلا ما ذهبت اليه المدرسة السلوكية من ضرورة تواشج المعرفة والسياق الاجتماعي في انتاج تراث ثقافي يؤسس الوعي لدى المتعلم، بدلا من الحكم الخلقي، كما يتبلور في المدرسة السلوكية ضمن المجال النفسي الذي يؤكد على مفهوم الاقتران الشرطي او العكسي بعيدا عن ميراث القيم الخلقية، التي ستؤكد عليها تصورات الاخلاقيين او فلاسفة اللاهوت من خلال تعزيز القيم الخلقية كمنهجية في التعلم.فضلا عن دور التدريسيين فان انجاح هذا المنهج يجب ان يبدأ بالتواشج مع الاسرة التي تعتبر نظاما اجتماعيا مصغرا للكيان الاجتماعي، ومن هذا المنطلق فهي مؤثرة في المسار التربوي وفي صياغة الوعي الاسري وبالاخص وعي الطفل والذي سيكون له الاثر الفاعل في السياق الاجتماعي، في حال ان المهاد التربوي له كان ناجحا ومتتبعا لستراتيجيات تربوية ومعرفية فاعلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى