المارد الهجان في تكليف السلطان
بقلم : مصطفى فاضل
كان في قديم الزمان بلدة صغيرة ذات خيرات كثيرة يحكمها أشخاص بتكليف مباشر من مارد يسمى “المارد الهجان” بعد تقديم السلطان الطاعة المطلقة له والشعب لا حول له ولا قوة.
خيرات تلك البلدة تذهب إلى المارد و السلطان، والشعب فقير، الطفل يبكي على والدة الذي قتله المرتدون، والمرأة ارملة مقتول في حرب للدفاع عن البلدة، اما الشيخ الكبير لا معين له و الأمراض تعصف به،و الشاب محطم لا يملك المال و محبط.
مرت السنين والبلدة تزداد فقر، جهل، ودمار والسلطان يزداد من الغنى لا يطاق، غير مهتم لشعبه المتألم.
واذا بوباء قاتل يصيب البلدة “من صنع المارد الهجان” بالاتفاق مع السلطان للقضاء على الشعب الجائع فتمرد الوباء و جعل عاليها سافلها وساوى بين الفقير والغني وبين الحاكم والمحكوم، والشعب يصارع الفقر تصدوا له بكل تعاون وسطرو أروع ملاحم التكافل فيما بينهم واستطاعو ان يهزمونه ، وفي نفس الوقت اصاب الوباء السلطان واتباعه و ابتدأ بكبيرهم و من ثم صغيرهم وقضى عليهم، عندها علم الشعب بأن الوباء جاء ليخلصهم من جبابرة الحكم ويعلمهم الدروس و الوعظ.
فعاش الشعب بكل هناء ورخاء دون حاكم او سلطان فأصبح الجميع متساوون في الحقوق.
لم يبقى للمارد اتباع وبقى وحيدا يبحث عن أشخاص موالين له فولى هاربا عن تلك البلدة.
ملاحظة : المقال لا يمد من الواقع بصلة وإنما من وحي الخيال ولا يستهدف اي شخصية واقعية.