اللجان وأوهام النتائج
نوزاد حسن
لا أظن أن أحدا سيجادلني لو قلت بأننا من اكثر الدول التي تقوم بتشكيل لجان، لا نعرف نتائج تحقيقاتها ولا توصياتها التي لا تظهر للعلن، نحن في الواقع اغنياء جدا من حيث كثرة اللجان فقراء من حيث النتائج، لذا أصبنا بخيبة امل كبيرة, وصرنا اذا سمعنا عن تشكيل لجنة للتحقيق في قضية من القضايا، قلنا سيتم غلق الملف من دون معاقبة أحد، هذا الشعور في حقيقة الامر لم يأت من فراغ، وانما جاء من اعوام، كانت المحاصصة هي المبدأ الذي يتحكم بالعملية السياسية، وهل تعيش المحاصصة الا في جو من التسويف واللجان التي تنتهي من دون نتائج واقعية يلمسها المواطن. في الواقع كنت افكر بكل هذا وانا اقرأ الامر الديواني، الذي اصدره الكاظمي بشأن احداث الناصرية، اذ وجه بتشكيل “فريق أزمة الطوارئ” الذي يهدف الى “فرض القانون وترسيخ قيم الدولة وتقويض كلّ ما من شأنه تصعيد التوترات بين أبناء البلد الواحد، وتهديد الدولة ومؤسساتها” على حد تعبير الامر الديواني. احب هذه اللغة كثيرا، كما أني كي أكون صريحا لن أشك مسبقا بنوايا هذا الفريق ابدا، لقد عودت نفسي على الانتظار دائما، وها انا ذا انتظر النتائج، الذي سيعمل فريق أزمة الطوارئ على تحقيقها، ولست أظن أن عراقيا واحدا لا يتمنى النجاح لأية لجنة تشكل للكشف عن الحقيقة، وتقديم الجناة الى العدالة، ولو ان النظام السياسي خاض معركته من اجل بناء عالم للمواطنة، لكنا اليوم في وضع افضل بكثير مما نحن فيه. لكن هل أكون منصفا لو قلت إننا لم نشهد لجنة خير حقيقية تواجه الفاسدين مواجهة تعيد الينا الامل، أقول هذا الكلام وأنا كما قلت انتظر ما سيقوم به فريق الازمة لمدينة تعرض الكثير من شبانها للاغتيال، ولعل الحادث الاخير وما خلفه من ضحايا هو ما دعا الكاظمي لتوجيه هذا الفريق برئاسة مستشار الامن الوطني قاسم الاعرجي.الفريق الجديد لديه جميع الصلاحيات الادارية والامنية والمالية، وهذا شيء جيد، لكن الايام القادمة هي من ستقرر مدى نجاح هذا الفريق في مهمته الصعبة. احلم بالنتائج دائما، اللجان بنتائجها كما اعتقد لا بأي شيء آخر.