الكاظمي وخيار البديل الشعبوي
كتب / عبد الجليل الزبيدي
رؤساء حكومات وزعامات سياسية عديدة ,كانوا يشكون من الاعلام وبعضهم يخاف منه واخر كان يهاجمه ويعده خصما له , مع ان الاعلام في العراق ما بعد عام 2003 هو نفسه ما قبل ذلك التاريخ ..,بدائي وغوغائي وغير وطني واجير وواضح الاهداف ومتخلف عن اتباع المهنية والحرفية والاساليب الحديثة , فضلا عن انه اعلام يتبنى الدعاية المباشرة وهي من اسخف الاساليب في مخاطبة المتلقي . .الكاظمي في كلمته امس لم يكن استثناءا واستمر في الشكوى من استهدافه وخاصة من وسائل اعلام مؤدلجة تابعة لتيار عقائدي تضم عشرات القنوات التلفازية والاذاعية وشبكات الكترونية .لكن الكاظمي ينفرد عن زملاءه بانه :– ليس لديه حزبا يسانده– ليست لديه وسيلة اعلامية– ليست لديه شبكة الكترونيةوعليه يبدو وحيدا يواجه خصومه .وفي اعتقادي ,ان على الكاظمي التوقف فورا عن الشكوى من الاعلام ومواد الدعاية الصفراء التي تستهدفه مباشرة .. ويبدو لي ان ما شجع خصومه لمهاجمته هو ما اظهره من تردد وضعف , اذ وخلال ثلاثة اشهر لم يظهرالكاظمي شجاعة وحزما وبالتالي لم يوصل رسالة قوة الى خصومه بل اوصل رسائل ضعف , فمثلا :*وبخ اخيه عماد ثم تراجع واعتذر له*اعتقل مجموعة الدورة ثم افرج عنهم*خفض وحجز قسما من الرواتب ثم تراجع .غير ان زعماء كثر في التاريخ الحديث على شاكلة الكاظمي كانوا بلا احزاب ولا جماعات ووسائل اعلام , وهؤلاء استطاعوا ان يدحروا خصومهم عبر الافعال والخطوات الاستراتيجية .فالزعيم العراقي عبد الكريم قاسم كان منفردا في مواجهة خصومه لكنه وعبر قراراته الاستراتيجية وسلوكه وتصرفه المتواضع والشعبوي ,الجم الخصوم حجرا .