الكاتب الولائي لا يقّل تعنتا و انحيازا أعمى عن الكاتب البعثي الصدامي
بقلم مهدي قاسم
منذ بداية انطلاقة التظاهرات الحاشدة و المطالبة بالخبز و العمل والخدمات والنزاهة الوظيفية والسيادة الوطنية ، انخرط رهط ذو وعي وطني منحط وأصالة عراقية رثة ، و الذين تميزوا منذ انهيار النظام الديكتاتوري السابق بولائهم الهستيري و الأعمى و السافر لإيران ، بصفتهم عملاء عقائديين ـ( وبعضهم بالمجان لوجه نظام ولاية الفقيه الدموي و المظلم !! )، فانخرطوا بعداء مرضي سافر وخبيث ضد المتظاهرين ، بل القيام بإطلاق صفة ” الجوكرية ” أي العمالة بحق المتظاهرين ، بغية تحريض الميليشيات الإيرانية الناشطة في العراق على قتل المتظاهرين ، و الذين سقط منهم أكثر من سبعمائة متظاهر وآلاف من جرحى ومعوّقين ، فضلا عن خطف و تغييب عشرات منهم ، حيث لا يُعرف أي شيء عن مصيرهم حتى الآن..علما أنني و غيري من كتّاب آخرين سبق لنا أن نبهنا هؤلاء الكتبة الولائيين إلى أن الحركة التظاهرية ليست حزبا منظما ، ليضبط عناصره و يوجّههم توجيها سلميا بالمطلق ، إنما أنها عبارة عن حشود جماهيرية كبيرة بمختلف توّجهات وتصورات سياسية وفكرية وفئوية ، مع احتمالات أكيدة بتسلل عناصر غوغائية بل ومخربة و مرسلة من قبل أحزاب السلطة الفاسدة والميليشيات الإيرانية للقيام بأعمال شغب واعتداء على الممتلكات العامة عن عمد مسبق للإساءة إلى سمعة المتظاهرين بهدف إسقاطها في عين الشارع العراقي.بل إن الشعور بالظلم والغبن والضيم وشدة الفقر و العوز والبطالة المزمنة ، وعبر سنوات طويلة ، فكل ذلك ربما قد دفع بعض المتظاهرين إلى هيجان نفسي ينتج عنه سلوك فوضوي أخرق و غير مقبول ولا منسجم مع شرعية المطالب التي تقدمها بها غالبية المتظاهرين بروحية سلمية ..هنا نود أن نسأل هؤلاء الولائيين ” الخراتيت ” عن حادثة هجوم عناصر مقتدى الصدر على مبنى مجلس النواب بقيادة مقتدى الصدر نفسه وقيام عناصره الهائجة بتحطيم وتدمير غرف ومكاتب مجلس النواب هناك وحرق بعضها ، فيا ترى ما الفرق بين عملية التخريب والتدمير المقتداوي وبين حرق مكاتب الأحزاب الفاسدة ومرافق بعض البلديات هنا و هناك من قبل بعض المتظاهرين ؟…كما أوردنا لهم نماذج مماثلة من متظاهرين في فرنسا وألمانيا و أمريكا ــ مثلا وليس حصراــ عن كيفية مهاجمة المتظاهرين لرجال الشرطة ، فضلا عن حرق المحلات ونهب المصارف والبنوك دون أن يسقط منهم حتى ولا قتيل واحد ..هذا دون أن نشير إلى إلى أن مَن قام بقتل المتظاهرين بالعشرات وعلنا في الشارع و أمام الكاميرات الأمنية فإنه يستطيع أن يبعث بأنصاره للمشاركة بالمظاهرات والقيام بأعمال شغب وفوضى لغرض الإساءة إلى المتظاهرين و التشنيع بمطالب المتظاهرين ، وخاصة أن أحد المطالب يرّكز على تحرير السيادة العراقية من الهيمنة الإيرانية ..ولكن لا ..إذ اتضح لنا إنه ضرب من عبث ولا جدوى تماما محاورة هؤلاء الولائيين العميان البصيرة و المهووسين عشقا وتولعّا بنظام ولاية الفقيه الثيوقراطي المجرم ، بل وعبثية محاججتهم بالحجج المنطقية و الدلائل والوقائع الدامغة ــ الآنفة الذكر ــ ، فحالهم كحال كّتاب بعثيين الذين لا زالوا يدافعون عن النظام البعثي ــ الصدامي الدموي ، بالرغم من علمهم الجيد بجرائم ذلك النظام الديكتاتوري الرهيبة والتي لا تُعد ولا تُحصى ..أما بخصوص عادل عبد المهدي الذي أصبح بطل الأبطال لهؤلاء الولائيين لأنه كان متواطئا مع الميليشيات الإيرانية على قتل المتظاهرين ،فهو كان أفسد الفاسدين ليس فقط كونه كان جزءا أساسيا من النظام الطائفي الفاسد والفاشل لسنوات طويلة ، كوزير و نائب رئيس جمهورية ، إنما اعترافه كونه بالإضافة إلى راتبه الضخم وامتيازاته الكثيرة، فأنه كان يقبض مليون دولارا شهريا ك” نثريات ” دون أن يكون ملزما بتقديم فواتير عن صرفها ، وهذا يعني أنه كان يقبض 12000000 مليون دولار سنويا ! أي بحدود 48000000 مليون دولار في غضون أربع سنوات من مدة تعيينه حتى نهايتها ..نكرر كنثريات فقط !!..كما إن العبرة لا تكمن في توقيع اتفاقيات وعقود مع شركات أجنبية ولا مع الصينية ، بدليل وجود عشرات الآف من مشاريع متلكئة ،حيث سبق أن سرقوا الميزانية المخصصة لها وهربوا بها إلى الخارج .وأخيرا :أود أن أشير إلى أسفي الشديد وخيبتي الكبيرة من قبل بعض الذين وعدوني بترجمة مقالات بعض من هؤلاء الكتبة المقيمين بين دول غربية أسكندنافية إلى لغة أهل البلد المعني بغية مقاضاتهم بسبب تحريضهم على قتل المتظاهرين ، ولكن لم يحدث أي إجراء ملموس حتى الآن ! ..ولكنني سأواصل مساعيّي على صعيد بكل صبر وتأن ِ..