القيمة بين العقل والورقة
القيمة بين العقل والورقة – صلاح الدين الجنابي
(الشهادة بين القيمة والمشهد الاخير)كثيراً ما يخدش سمعنا هذه الأيام ان اعداد كبيرة من حملة شهادة البكالوريوس حصلوا عليها بمجرد الالتحاق بأحد الكليات وبعد اربع سنوات يحتفل بمراسم وصورة التخرج والحصول على ورقة مكتوب فيها(نؤيد لكم بان ……….. الملصق تصويره اعلاه احد خريجي هذه الكلية وقد منح شهادة بكالوريوس في…..) هنا لابد من المراجعة لأمرين:
1- ماهي القيمة المضافة للمجتمع وللناتج المحلي الإجمالي ومن المسؤول عنها: الطالب ام المؤسسة الاكاديمية المانحة ام كليهما.
2- ان حملة هذه الأوراق بالغالب هم الذين يحصلون على تعيينات في القطاع العام.
الاول يمكن تبريره وتسويفه من بعض حمله الأوراق العليا ولكن الثاني كابوس يؤرقك ويتعبك سواء كنت نائما او مستيقظا، هل هذا هو المشهد الأخير؟ للاسف لا!لان ما يستحق العطف والشفقة هم الذين يلهثون وراء الأوراق العليا (الماجستير والدكتوراه) بدون تفكير او تردد لمعرفة صحة واخلاقيات الطريقة وباي ثمن.الان لابد من صعقة كهربائية لتنشيط القلب والعقل كي نحاول التعرف على الخراب والدمار والاثار المجتمعية غير المقبولة المترتبة على العلم والمجتمع ومستقبل الاجيال جراء حصول بعض الراغبين بالجاه والسمعة (و…..و……و……و……) على هذه الأوراق.نقول لهم بإيجاز ووضوح:القيمة بما تملكه من معرفة نافعة، ومهارة مفيدة، وقيم سامية، وسلوك نبيل، واتجاه ايجابي لتكون قادر على توظيفها في ميدان العمل والحياة لخدمة الناس وإسعادهم وتطوير وسائل العيش وصولا الى الاستدامة، فلا تتوهم بالورقه لان ليس فيها ما يجعل الناس ينتفعون به من خبرات فريده وقرارات صائبة ومواقف علمية تشكل صورة حسنة واعتراف بالعرفان والاحترام، فاعلم ان كل ما يترتب على هذه الورقة غير صحيح وغير شرعي وغير قانوني وغير اخلاقي، وهنا لابد من انعاش الذاكرة بحديث معلمنا وقدوتنا ورسولنا الاعظم صلى الله عليه واله وسلم:((من غشنا فليس منا)).الشهادة اما تكون لك او عليك فاحذر من المشهد الاخير لانه ذل ومهانة.تعلم(معرفة، مهارة، قيم، سلوك، اتجاه) + قدرة على توظيفها بالميدان = شهادة رصينة (حاملها مهني مؤهل).