الفياض يصف فتوى الجهاد بالرسالة الإلهية ويكشف عن استراتيجية الحشد
بسم الله الرحمن الرحيم
وكان حقا علينا نصر المؤمنين
صدق الله العلي العظيم
لن ينسى أبدا ذلك اليوم العظيم ولا تبارح أطيافه ذاكرة العراقيين التي تملأ القلوب بالفخر والعنفوان والعيون بدموع الفرح والنصر، كان يوما عصيبا وامتحانا صعبا لشعب كل تاريخه ملاحم وتحديات جسام، من أقبية الظلام انطلقت أصوات أعداء الحياة والإنسان وزحفت راياتهم وجحافلهم لتدنيس ارض الأنبياء والنور، خدعتهم بذلك أوهامهم المريضة ومن دعمهم بالمال والسلاح أن يستبيحوا الأرض والعرض ويقيموا على هذا التراب الطاهر إمارة الذبح والتخلف .لكنهم خابوا وخاب سعيهم وما يريدون، إذ صدح صوت الله من ارض الله ومن جوار علي من سيد العراق ووالد العراقيين سماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني مستنهضا بفتواه الهمم ومستثيرا بأبناء الشعب إرثا باذخا من كربلاء الحسين فكان للسواعد السمر كلمتها وللقلوب التي لا ترهب الموت صولتها، حتى أنذهل العالم اجمع بأبطال إسطوريين سطروا بأحرف من نور انتصارا هو الأهم في تاريخ العراق المعاصر.
ولم يكن صدفة ان يتزامن انطلاق الفتوى العظيمة مع ذكرى مولد مخلص البشرية وأملها الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، بل كانت رسالة إلهية ان هذا الشعب يحظى بمباركة السماء وحماية من صاحب الأمر، الذي سينطلق من هنا لتحقيق مشروع العدل الإلهي في العالم.
أيها العراقيون الأوفياء:
إننا اذ نستذكر هذه المناسبة العزيزة، يشوب قلوبنا الحزن لفقد قادة النصر اللذين غرسوا هذا العطاء العظيم وارخصوا كل ما يملكون من أجل ان ترتفع راية العراق بعز وكرامة. نستذكرهم باعتزاز بالغ وفخر كبير، ونستذكر أيضا كل شهدائنا الأبرار الذين قذفوا أنفسهم في لهوات الحرب وأينعت دماؤهم الطاهرة ضحكات للأطفال وآمال للمستقبل.
إن حشدكم يجدد دوما العهد لله وللمرجعية الأبوية الرشيدة، صاحبة الفضل والفتوى، وللوطن والشعب والحكومة ان يظل على العهد، جنديا وفيا في كل الميادين في الحرب والسلم. فبالإضافة إلى دور الحشد الشعبي في الجبهات والسواتر، يضطلع أبناؤكم الآن بادوار تقديم الخدمات والمساهمة مع أجهزة ومؤسسات الدولة كافة من اجل البناء ومواجهة كل الصعاب والتحديات، وهي ستراتيجية ونهج نتبعه بالتنسيق مع كافة مؤسسات الدولة لرفعة وازدهار عراقنا الحبيب وأبناء شعبه الصابر.
حفظ الله العراق من كل سوء وأمدنا بالنصر دائما وأبدا. إنه ولي التوفيق