الفساد وكورونا.. مواطن بين فكي الإفتراس
حسين الذكر
(إن الفساد يطول عمره ، كلما انسحب الشرفاء من الميادين وآثروا السلامة وتخاذلوا فيفسحون المجال للصغار التافهين البلطجية)..هكذا وصف احدهم حال الفساد المجتمعي المستشري في اوصال الامة والناخر لعظام مؤسساتها ومحطم هياكل ورموز الخير فيها .. ان الفساد شر لابد من اقتلاعه تحت أي تاثير وثمن .. فكل ثمن دون القضاء على الفساد يهون .. ولا يمكن لامة ان تنهض بقواها وقدراتها الكامنة والظاهرة دون التخلص من الفاسدين فهم آفات الامة كل حين .مع ان المجتمع يعاني ويلات الخطايا السياسية … والحروب العبثية والتسلط والموت والدمار .. منذ عقود وربما قرون وبرغم تعرض البلد لسيل من الاجندات التي تستهدف خيراته وتشل حركة ادواتة الا ان فساد الموظفين يعني خلل قيمي واخلاقي وديني وانتمائي لا يمكن السكوت عنه ولا بديل عن القضاء عليه على سبيل التخلص من اهات الامة وإصلاح خطاياها العامة والخاصة .. فبدون البحث عن وسائل ناجعة للتخلص من الفاسدين لا يمكن الحديث عن اصلاح واقع او قادم .. اذ ان الحديث عن الإصلاح يعد ورقيا او بمثابة ثرثرة دون ان يتحول الى برنامج عمل شامل عام مراقب تنفيذي .. وشريطة ان ينهض به الصالحون وليس الفاسدون.. (عندما يأمن الموظف من العقاب سيقع في الفساد، ويسوم الفقراء سوء العذاب) … هذه قاعدة يعرفها القريب والبعيد الامي والمتحضر .. لكن للأسف في بلداننا يقع المحظور ويسود الفساد بل يكرم الفاسدون من خلال الصلاحيات الممنوحة لهم والالقاب التي يسبغونها عليهم .. حتى يغدو المواطن الشريف لعبة باياد ممن يتلاعبون في مقدراته ولا يهمهم الا الاحتيال والابتزاز ونهب اكثر قدر ممكن من أمواله وسلب حقوقه .. الادهى ان ذلك يجري باسم القانون وتحت حمايته بل وبشعارات مقدسة تتخذ من الدين وسيلة للتسلط وحماية الفاسدين..فكم دائرة يمكن للمواطن البسيط ان يروج معاملته ويبلغ أهدافه البسيطة… دون استهداف من قبل حيتان المؤسسات الذين ينتشرون كالذباب حتى فسد الهواء والماء وضج النحيب نحو السماء .. فاذا ما اشترى الفقير دارا بسيطة للسكن او سيارة متواضعة او أراد ان يتقاسم ارثه ..- على سبيل المثال وليس الاعمام – .. فكم يا ترى من طوابير المبتزين والمرتشين والفاسدين .. سيكونوا عائقا دون تحقيق مطلبه الا عبر الدفع وهو صاغر … فلا سامع ولا رادع ولا مجيب ولا حسيب ..يقول ارسطو : ( شر الناس ذلك الذي بفسقه يضر نفسه والمجتمع). بمعنى ان الفساد مرض خطير ووباء مستطير لا يقل شرا من (كورونا) التي تترحم الناس عليها جراء ما في الدوائر من مفاسد .. واختم هنا بما قاله كونفوشيوس ذلك الحكيم الصيني الذي ما زالت الصين بملياراتها السكانية المهولة تعيش بحضارة متقدمة بفضل فلسفته وتربيته ، اذ صرخ صادحا بالحق: (إذا صلح القائد فمن يجرؤ على الفساد) .