الفساد استعد مبكراً للانتخابات
د. فاتح عبدالسلام
على نحو مساو لمقدار مكافحة الفساد يكون مقدار محاربة التزوير في الانتخابات النيابية المقبلة في العراق.
ليست هذه معادلة نهائية لكن اي تفسير عقلي لما يجري يمكن التوصل الى نتيجة تصب في هذه المعادلة. كيف يريدون من المواطن العراقي أن يقتنع بنزاهة هذه الانتخابات أو سواها، مادام المتهمون بالفساد لايزالون يشغلون الواجهات السياسية في المنطقة الخضراء والمحافظات؟
اصحاب نفوذ الفساد لن يسمحوا بمرور الانتخابات من جادة النظافة والنزاهة، لأنّ ذلك يعني نهايتهم ، وهو أمر غير متداول بين مراكز القوى في المشهد السياسي المستمر منذ ما يقرب من ثماني عشرة سنة.
لم تكن هناك ارادة واضحة لتجفيف منابع الفساد، كما هي العزيمة لتجفيف منابع تمويل الارهاب.
الاستعداد للانتخابات مثل الاستعداد لمعركة كبيرة او هي حرب بعد هذه السنوات الطويلة من الانحراف. والسؤال هو، هل هم داخلون الى الانتخابات بروحية المقاتل المدافع عن تراب وطنه أم بروحية السياسي المستسلم لقوى خارجية تستخدمه كيف تشاء ؟
قوى الفساد السياسي، تستعد من خلال قوائم بديلة وتجزئة الواجهات وتغيير المسميات، وهذا كله يحدث من أجل استمرارية الوضع المزري الذي يحقق من خلاله أولئك الموغلون بدم الناس واموالهم المكاسب التي تبقيهم في صدارة المشهد.