مقالات

الفارسي‭ ‬والعربي

فاتح عبدالسلام

زعيم‭ ‬حكومي‭ ‬وزعيم‭ ‬شعبي‭ ‬أثارا‭ ‬عبر‭ ‬كلمات‭ ‬قليلة‭ ‬حفيظة‭ ‬البرلمان‭ ‬الإيراني‭ ‬بشأن‭ ‬استخدامهما‭ ‬مفردة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬المتوافرة‭ ‬أصلاً‭ ‬في‭ ‬التسمية‭ ‬الرسمية‭ ‬لبطولة‭ ‬خليجي‭ ‬25‭.‬‭ ‬لقد‭ ‬ثرد‭ ‬البرلمانيون‭ ‬والقادة‭ ‬والمعممون‭ ‬والسياسيون‭ ‬الإيرانيون‭ ‬ما‭ ‬شاءوا‭ ‬من‭ ‬المفردات‭ ‬والتصريحات‭ ‬النارية‭ ‬المستفزة‭ ‬التي‭ ‬انتقصت‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬وبلدانهم‭ ‬ووجودهم‭ ‬وتاريخهم‭ ‬وسيادتهم‭ ‬طوال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاماً‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تعترض‭ ‬اية‭ ‬جهة‭ ‬عراقية،‭ ‬وبالكاد‭ ‬اعترضت‭ ‬جهات‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خفيف‭ ‬وعابر‭.‬

العرب‭ ‬من‭ ‬حقهم‭ ‬أن‭ ‬يُسموا‭ ‬المسميات‭ ‬التي‭ ‬يتوافقون‭ ‬عليها‭ ‬والتي‭ ‬يجدون‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬يمثلهم‭ ‬ويجمعهم،‭ ‬ولنتخيل‭ ‬لحظة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط،‭ ‬ما‭ ‬موقف‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬أمام‭ ‬شعوبها‭ ‬وهي‭ ‬توافق‭ ‬على‭ ‬اطلاق‭ ‬تسمية‭ ‬بطولة‭ ‬الخليج‭ ‬الفارسي‭.‬‭ ‬

كل‭ ‬دولة‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬تراه‭ ‬مناسباً‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬وجودها‭ ‬وفضائها،‭ ‬وهي‭ ‬أيضاً‭ ‬ترى‭ ‬وتسمع‭ ‬ما‭ ‬تطلقه‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬تسمية‭ ‬خاصة‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬الخليج‭

.‬ألا‭ ‬يكفي‭ ‬أنّ‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬العربية‮»‬‭ ‬أذعن‭ ‬عن‭ ‬قصد‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬قصد‭ ‬للمطالب‭ ‬الفارسية‭ ‬حصراً‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬تسمية‭ ‬الخليج‭ ‬بالعربي‭ ‬واكتفى‭ ‬في‭ ‬عنوانه‭ ‬بالدول‮»‬‭ ‬العربية‮»‬؟أجل‭ ‬انّ‭ ‬الخرائط‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬القرون‭ ‬الماضية‭ ‬كانت‭ ‬تطلق‭ ‬مفردة‭ ‬الفارسي‭ ‬وليس‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬الخليج،‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬تستخدم‭ ‬مفردات‭ ‬عثمانية‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬وجود‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي‭ ‬الحديث،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬هناك‭ ‬تسميات‭ ‬عربية‭ ‬لا‭ ‬تُعد‭ ‬ولا‭ ‬تحصى‭ ‬كانت‭ ‬شاخصة‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬ايران‭ ‬الحالية‭ ‬واندثرت‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة‭ ‬ويجري‭ ‬تفريس‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬منها،‭ ‬ولم‭ ‬يبق‭ ‬سوى‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬يتمسك‭ ‬بها‭ ‬شعب‭ ‬الاحواز‭ ‬كجوهر‭ ‬لهويته‭ ‬التي‭ ‬تقاوم‭ ‬التفريس‭ ‬القسري‭

. ‬واختفت‭ ‬من‭ ‬التداول‭ ‬مسميات‭ ‬وعناوين‭ ‬عربية‭ ‬كثيرة‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬معالم‭ ‬التاريخ‭ ‬في‭ ‬القرون‭ ‬الماضية،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتدخل‭ ‬أي‭ ‬برلمان‭ ‬أو‭ ‬حكومة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الاعتراض‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الطمس‭ ‬التاريخي‭ ‬الممنهج‭ ‬والعميق‭.‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬لتقديم‭ ‬اعتذار‭ ‬يطالب‭ ‬به‭ ‬البرلمان‭ ‬الإيراني،‭ ‬ولو‭ ‬حدث‭ ‬ذلك،‭ ‬لقرأنا‭ ‬على‭ ‬السيادة‭ ‬العراقية‭ ‬السلام‭.‬

لا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬انّ‭ ‬المشهد‭ ‬الرائع‭ ‬في‭ ‬احتضان‭ ‬البصرة،‭ ‬درة‭ ‬مدن‭ ‬الخليج،‭ ‬الاشقاء‭ ‬الخليجيين‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬الرياضية‭ ‬يعطي‭ ‬رسالة‭ ‬قوية‭ ‬للمنزعجين‭ ‬في‭ ‬ايران‭ ‬حول‭ ‬إمكانية‭ ‬ان‭ ‬تنتقل‭ ‬العلاقات‭ ‬العراقية‭ ‬الخليجية‭ ‬الى‭ ‬مستويات‭ ‬أعلى‭ ‬وأعلى‭ ‬في‭ ‬لمح‭ ‬البصر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬للعراقيين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وصاية‭ ‬أو‭ ‬تبعية‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى