الفاتيكان عن زيارة البابا إلى العراق: تعزية لشعب عانى كثيرًا
كشفت صحيفة Osservatore Romano، الناطقة باسم الكرسي الرسولي، صباح اليوم الخميس، أهمية زيارة البابا فرنسيس إلى العراق، فيما كتبت بصفحتها الأولى العنوان الآتي: “العراق يستعد لاستقبال خليفة بطرس”.
ونقلت كلاما لأمين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، قال فيه، إن “البابا يريد أن يطلق رسالة نحو المستقبل، والعراق ينتظر البابا فرنسيس الذي يستأنف السفر ويختار أن يحمل التعزية لشعب عانى في السنوات الأخيرة بسبب الاضطهاد والحرب والعنف الذي ارتكبته داعش، ولكي يواصل أيضا في بناء طريق الأخوة وجسر الحوار الكبير”.
وأضاف بارولين، أن “بابا الفاتيكان سيزور العراق لأول مرة في التاريخ”، مشيراً إلى أن “البلد الذي ولد فيه إبراهيم وحيث تقيم إحدى أقدم الجماعات المسيحية، والذي ما زالت فيه جروح الحرب مرئية ويواجه آفات الفقر والإرهاب والآن فيروس الكورونا”.
وفي مقابلة له مع موقع “فاتيكان نيوز” أكد الكاردينال بارولين أهمية هذه الزيارة، وسلط الضوء على “الضرورة الملحة للتعاون من أجل إعادة بناء البلاد وتضميد الجراح، من أجل بدء مرحلة جديدة”.
وقال بارولين إن “الحبر الأعظم يستأنف رحلاته الرسولية بعد فترة التعليق الطويلة هذه بسبب حالة الطوارئ الصحية التي سببها فيروس الكورونا، موجها الاهتمام إلى بلد يعاني بشكل خاص، بلد يحمل في جسده جراح الحرب والإرهاب والعنف والاشتباكات”.
وأشار إلى أن “البابا فرنسيس يريد أن يظهر اهتماما خاصا، وقربا خاصا من العراق، وإن هدف الزيارة ومعناها هو إظهار قرب الأب الأقدس من العراق والعراقيين، وإطلاق رسالة مهمة: علينا أن نتعاون، وعلينا أن نجتمع معا من أجل إعادة بناء البلاد، وتضميد جميع هذه الجراح، وبدء مرحلة جديدة”.
وذكر بما قاله منذ ثلاث سنوات لدى زيارته العراق بأن “المسيحيين والمسلمين مدعوين لكي يكونوا نورا في الظلمات ويبددوها”، مضيفاً: “أعتقد أن هذه الكلمات تحتفظ بآنيتها، وأتذكر أنني قلتها أيضا في سياق فرح، لأنها كانت ليلة عيد الميلاد في الكاتدرائية الكلدانية ببغداد، التي كانت مليئة بالأشخاص، ومليئة بالترانيم والأضواء، على الرغم من المناخ القاتم الذي كان يعاش في الخارج”.
وتابع: “أعتقد أن هذه الكلمات تحتفظ بأهميتها أيضا لاسيما لأنها تتناغم مع شعار زيارة الأب الأقدس إلى العراق: أنتم جميعا إخوة.. والآن، تولد هذه الأخوة من حقيقة أننا أبناء لأب واحد”.
ولفت إلى أنها “تشير أيضا إلى إبراهيم الذي ولد في العراق، ومن هناك بدأت مغامرته بعد دعوة الرب له: إبراهيم الذي يرجع إليه المسيحيون والمسلمون، ومن ثم يجب أن تترجم أيضا إلى التزام مشترك، ولهذا السبب قلت إنهم مدعوون معا لكي يكونوا نورا في الظلمات ويبددوها، وهناك العديد من الظلمات التي كانت موجودة آنذاك، منذ عامين، والتي على الرغم من أنه كان هناك جهد للتغلب عليها، ما زالت قائمة”.
وجدد البابا فرنسيس تأكيده بأنه سيتوجه إلى العراق في زيارة حج لثلاثة أيام وأنه كان يرغب “منذ فترة بلقاء شعب العراق الذي عانى كثيرا ولقاء الكنيسة الشهيدة في أرض إبراهيم”.
وأضاف، أنه سيقوم “مع قادة دينيين آخرين بخطوة أخرى إلى الأمام نحو الأخوة بين المؤمنين”، طالباً من “المؤمنين مرافقة هذه الزيارة الرسولية بالصلاة، كي تتم بأفضل شكل وتأتي بالثمار المرجوة”.
وقال البابا، إن “الشعب العراقي ينتظرنا وكان ينتظر القديس يوحنا بولس الثاني الذي منع من التوجه إلى هناك”، مضيفاً: “لا يمكن خذل شعب لمرة ثانية، فلنصل كي تتم هذه الزيارة بشكل جيد”.