العوادي: الربط السككي خطوة مكملة لمشروعي ميناء الفاو وطريق التنمية
أكد المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي، اليوم السبت، أن مشروع الربط السككي بصرة- شلامجة خطوة اقتصادية مكملة لمشروع ميناء الفاو وطريق التنمية، وفيما أوضح المكاسب المتحققة منه، عبّر عن رغبة الحكومة أن يمتد هذا الربط نحو مدينتي كربلاء المقدسة والنجف الأشرف.
وقال العوادي في حديثه للوكالة الرسمية تابعته (الاولى نيوز): إن” الحكومة مضت باتجاه مشروع الربط السككي بصرة- شلامجة وهي خطوة عملية للنهوض بواقع البنية التحتية بعد عقود من العزلة في إقامة المشاريع المشتركة مع دول الجوار”.
وأضاف،” حيث وضع رئيس الوزراء خطة طموحة لفك عزلة النقل المستحكمة في حين أن الموقع الجغرافي للعراق يقتضي أن يكون قلب المنطقة في الترابط السككي والبري والجوي”.
وتابع، أن” الحكومة انطلقت بمشروع طريق التنمية الذي يشق العراق طولا ويربط كل محافظاته ببعضها ثم يرتبط مع تركيا، فيما بدأت اليوم المرحلة الجديدة في الربط السككي بصرة- شلامجة لنقل المسافرين والزائرين من إيران وما وراءها من أواسط آسيا، ورئيس الوزراء كان واضحا في كلمته اليوم عندما أعلن أن المشروع مخصص لنقل المسافرين والزائرين، والمعلوم أن كلمات الرؤساء مواقف سياسية يجب التوقف عندها”.
و ردا على الأصوات المعترضة من أن الربط يؤثر على مكانة ميناء الفاو الاقتصادية للعراق أوضح العوادي، أن” الحكومة لا تهمل أي اعتراض مبني على الاستفهام والاستعلام عن جدوى أي مشروع وبالخصوص إذا كان ذا أبعاد إقليمية واستراتيجية كحال الربط السككي، ولا تقوم الحكومة باتخاذ قرارات من النوع الاستراتيجي بدون دراسة الجدوى الاقتصادية من جهة، ومن جهة أخرى من ناحية ضمان أمن البلد الاقتصادي والسياسي وأن لا تمس المشاريع المقترحة سيادة البلد أو تكون ذات أهداف سياسية لصالح آخرين على حساب المصلحة الوطنية فهذه من المحرمات والخطوط الحمراء التي لا يمكن التساهل فيها، وعليه فإن العراق مهتم بتنقل المسافرين منه وإليه وسيكون هناك مشاريع قادمة مع دول جوار أخرى لتحقيق الهدف ذاته”.
وأشار العوادي، أنه” لا يمكن لحكومة تبنت إكمال ميناء الفاو وخصصت له المليارات من الموازنة وهي ذاتها التي اقترحت مشروع طريق التنمية بقيمة 17 مليار دولار على مدى 5 سنوات أن تذهب باتجاه مشروع آخر بالضد من أهدافها، فهذا الاعتراض ذو أبعاد سياسية أكثر من كونه اعتراضا لأهداف فنية أو واقعية، وحقيقة فإن مشروع الربط السككي من طرف العراق هو حلقة مكملة لميناء الفاو وطريق التنمية في المستقبل عندما تستكمل وهو سينطلق بداية لنقل المسافرين والزائرين”.
وعن الجدوى الاقتصادية من خط بصرة- شلامجة بيّن العوادي، أن” العراق يستقبل خلال أيام الزيارة الأربعينية ملايين الزائرين ومن أغلب دول العالم، عبر البر والجو والبحر، والقسم الأكبر من الزوّار يأتي من إيران، حيث بلغ عدد الوافدين من كل المنافذ بحدود 3 ملايين حتى الآن، وعدد الوافدين من منفذ الشلامجة لوحده تجاوز 700 ألف، ولذا تعمل الحكومة لإنشاء بنية تحتية تسهل عملية دخول الزائرين في السنوات المقبلة مع تنامي أعدادهم، وتيسّر وصولهم، مع تقليل الزخم والحوادث والاختناقات التي تشهدها الطرق في المناسبات”.
وزاد،” مشروع (بصرة- شلامجة) يمثل ركيزةً أخرى في تعزيز البنى التحتية لاقتصادِنا، ورفع قدرة العراق على التواصل مع دول الجوار، واستقبال المسافرين من إيران وبلدان وسط آسيا، عبر مشروع الربطِ السككي، والمشروع خضع لسنوات من النقاش والبحث على مدى كل الحكومات السابقة حتى تم الاتفاق على إكماله بين البلدين عام 2021، واتخذت الحكومة عدة قرارات تكللت بإكمال متطلبات تنفيذ المشروع، وصولاً للتعاقد مع إحدى الشركات المنفذة”.
وحول السبب المباشر لتركيز الحكومة على مشاريع النقل والسكك أوضح العوادي، أن” السكك الحديد ما زالت الوسيلة الأعلى في جدواها الاقتصادية، والأرخص في النقل، والأكثر أماناً، حيث لا يوجدُ اقتصادٌ في العالم لديه مؤشراتٌ موجبة في النمو، ما لم تكن السكك الحديد جزءاً من هيكله الداعم، لذلك فالربط السككي عبر منفذ الشلامجة هو حلقة من حلقات مُتعددة، نأمل أن تمتد لتصل إلى النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، وفي عموم المنطقة”.
وأشار العوادي، إلى أن” الحكومة اهتمت بمسألة الشراكة البناءة؛ لأنها عصب الاستقرار والتنمية في العراق والمنطقة، والعلاقة بين العراق وإيران استراتيجية، ونعمل على مشروع المدينة الصناعية الحدودية وطرق النقل المشتركة بين البلدين”.
وفي وقت سابق، أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم السبت، أهمية مشروع الربط السككي في نقل المسافرين من إيران وبلدان وسط آسيا.
وذكر بيان للمكتب الإعلامي تلقته (الاولى نيوز)، أن” رئيس الوزراء وضع حجر الأساس لمشروع الربط السككي بمنفذ الشلامجة في البصرة، لنقل المسافرين وزائري العتبات المقدسة بين جمهورية العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية، بحضور نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر”.
وأشار البيان، إلى أن” رئيس الوزراء رحب في كلمة ألقاها خلال الحفل، بنائب رئيس الجمهورية الإسلامية والوفد المرافق له، كما ثمّن دور السادة وزير النقل ومحافظ البصرة والمستشارين وباقي المسؤولين في وزارة الخارجية واللجان والوزارات، على ما بذلوه من جهد استثنائي للمضي بهذا المشروع الكبير”.
وأكد السوداني على” أهمية مشروع الربط السككي في نقل المسافرين وزائري العتبات المقدسة، من إيران وبلدان وسط آسيا، فضلاً عن أهميته في تعزيز البنى التحتية لاقتصاد العراق وزيادة نموه”، مبيناً، أن” المشروع قد خضع لسنوات من النقاش وتم الاتفاق على إكماله بين العراق وإيران عام 2021″.
وأوضح، أن” الربط السككي عبر منفذ الشلامجة هو حلقة من حلقاتٍ مُتعددة لنقل المسافرين وزائري العتبات المقدسة، ومن المقرر أن يصل إلى محافظتي النجف الأشرف وكربلاء المقدسة”.
من جانبه، نقل مخبر” تحيات رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد إبراهيم رئيسي إلى رئيس مجلس الوزراء”، مشيداً” بالخطط التنموية التي شرعت بها الحكومة العراقية في مختلف القطاعات، كما أكد دعم بلاده نجاح العراق اقتصادياً وتنموياً”.