العنف الاسري
غيث الدباغ
كانت للازمات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والسياسية التي مر بها العراق انعكاساتها على الفرد والاسرة نفسيا واجتماعيا، ومن اثارها تفشي ظاهرة العنف الاسري والتي طالت النساء والأطفال بشكل كبير اذ ادت بعضها الى وفاة المعنفين اطفالا ونساء بعضها، يتم التكتم عن اسباب الوفاة تبعا للتقاليد والعادات او حفاظا على سمعة العائلة.احيانا بعض النساء اللواتي يعانين من التعنيف يلجأن الى الهروب للتخلص من الظلم والانتهاكات الانسانية، وهذه الحالة قد كثرت في الآونة الاخيرة بفعل تفشي فيروس كوفيد – 19 نتيجة الحظرالذي كان احد اهم اثاره الكبت النفسي والأسري والمجتمعي. وارتفاع العنف الاسري يرتبط ارتباطا مباشرا مع ارتفاع عدد ضحايا المتاجرين بالبشر لغرض الاستغلال الجنسي، والقيام بالعمليات المشبوهة او بيع الاعضاء وقتل الضحية، وبالرغم من تشريع قانون مكافحة المتاجرة بالبشر في اغلب البلدان الا انه لا توجد هنالك اجراءات حقيقية للحد من هذه الظاهرة في بلدنا العراق. ان للتكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في نشر بعض حقائق النساء اللواتي تعرضن للعنف البشري في الايام الماضية، ولكن للأسف انهما لم تسعفا الكل، فالنساء الفقيرات والأطفال المهمشون الذين لا يتمتعون بحرية استخدام التكنولوجيا والأجهزة الذكية، ضاعت الحقيقة معهم تحت التراب واندثرت، وهذا يحدث نتيجة لغياب الوعي والأثر السيكولوجي المترتب عن الوضع الراهن واستمرار الحروب واستفحال الارهاب والتطرف الحرمان عن التعليم والضغوطات الامنية والأعراف العشائرية التي تؤثر بدورها في الانفعالات النفسية للبشر والتي ساهمت في رفع مستوى العنف الجسدي والجنسي وبروز اساليب ومظاهر ضارة بالأسرة والمجتمع، التي تعززت وتداخلت مع الموروث الاجتماعي والثقافي وحدوث ما يسمى بجريمة الشرف، والتي تعد من ابشع أنواع العنف ضد المرأة، التي عادة ما يقوم بها أحد الأقارب تجاه المرأة اذا ما شاب سلوكها شيء يمس سمعة الأسرة حسب العرف القبلي المتوارث، اذ تعد المرأة مقياسا لشرف الاسرة والقبيلة، وترتفع معدلات هكذا جرائم بالريف عنها في المدينة، لكن لا تتوفر احصاءات دقيقة وموثقة، فغالبا ما تسجل هذه الجرائم ضد مجهول او تحسب قضاء وقدرا عن طريق الانتحار او الحرق وهكذا تخفى الحقيقة المرة.