العراق واليمن وما بينهما
د. فاتح عبدالسلام
ماض الى أمام وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف فيما تشتعل خلفه نيران تسريبات صوتية قال فيها في وقت سابق انّ العسكر والحرس الثوري والامن ينالون حصة على حساب الدبلوماسية التي يقودها، في امتعاض من دور متعاظم لفيلق القدس الذي بدا أو هكذا حاله، بديلا للسياسة الخارجية الايرانية في أربع دول في الاقل. ظريف يمضي الى انجاز خطوة دبلوماسية استراتيجية في دعم وقف حرب اليمن، ولو تحت مسمى الهدنة التكتيكي، من خلال لقائه قيادات حوثية في مسقط، وقابلَ ذلك تصريح ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بشأن الحرص على اقامة علاقات جيدة مع ايران الدولة الجارة. وهذا كله نتيجة لسلوك الطريق الصحيح مرة واحدة في خلال سنوات طويلة بين الجيران المتنافسين في الخليج من اجل حلول حقيقية، وكات تلمس أول الطريق عبر المفاوضات التي احتضنتها بغداد قبل ايام بين الجانبين الايراني والسعودي. تجاوز المقولات التعبوية العقائدية المناقضة للمسارات السياسية هو الاسلوب العملي للأمن والاستقرار وتحقيق تفاهمات تحمي الجميع من الاضطرابات و التدخلات الخارجية.ايقاف نزيف اليمن قضية بالغة الاهمية ويجب أن تتحقق قبل أن ينحدر الوضع الامني في الخليج الى منزلقات لا يمكن تفاديها. انَّ الله جلّ جلاله يضع سره في أضعف خلقه، والوضع العراقي من الهشاشة ما يغني عن التفصيل في الحديث، لكنه استطاع احتضان الخصوم والتمهيد لطريق وقف حرب عاتية، وتلك نقطة تاريخية لا يمكن تجاهلها، بالرغم من انّ الجانب الثاني من العوامل المساعدة للنجاح هو الاجواء الايجابية في مباحثات الملف النووي الايراني في فيينا.