العراق والكويت:العلاقات الصحيحة
العراق والكويت:العلاقات الصحيحةد. فاتح عبدالسلام
ينبغي ان تقوم بين العراق والكويت علاقات ثلاثية الأوصاف، صحيحة وقوية ومفيدة، لكلا الطرفين. وحين لا يستشعر أي طرف انَّ ذلك متوافر في العلاقة، تكون العثرات قابلة للتوالد والنمو والاعاقة. ما من رئيس حكومة عراقية يجلس على كرسيه في بغداد، إلا وطار في أقرب فرصة ليحلّ في الكويت ضيفاً على قيادتها، ويخرج للإعلام متحدثاً بعد ذلك عن توجهات الطرفين المشتركة لتطوير العلاقات الثنائية وحسم الملفات العالقة. ولكن منذ ثماني عشرة سنة، لم تتطور العلاقات كما ينبغي، ولا نزال نتحدث عن ملفات عالقة وهناك غيوم تحلق هنا وهناك، ومستوى التبادل التجاري يقترب أحياناً من الصفر ولا يرتفع عن أسوأ درجاته. وهناك في الجانبين أصوات، تعلو وتنخفض، تتحدث بلغة تحريضية احياناً، ونجد حدتها أعلى لدى نوّاب كويتيين. ولا ننسى ان العراق لا يزال يدفع تعويضات الغزو وبقي مليارا دولار تقريباً، وهو الملف الذي لم تحصل ازاءه مبادرة مالية الاجراء وعميقة الدلالة من جانب الكويت لإيصال صوت حسن النيات وصفاء القلوب الى ابعد نقطة عراقية، وذلك شأن كويتي، لهم التصرف فيه بحسب قراراتهم ورؤاهم في وجوب أن تدفع كل الحكومات العراقية كلّ فلس من التعويضات الدولية المفروضة كما كانت حكومة صدام تدفع، ولا مفاضلة بين حكومة آثمة وحكومة بريئة. الى متى نتحدث عن ملفات عالقة تبدو مثل الاشباح لا نعرف كيف نحدد معالمها؟ يدور الكلام حول الوثائق الكويتية المسروقة، وحول ما بقي من جثث الاسرى الكويتيين المفقودة، وكذلك حول ما بقي من ترسيم الحدود، وكلها أمور يجب ان يظهر العراق اقصى درجات الشفافية فيها، ويعلن في برلمانه عن الموقف النهائي بشأنها ويبلغ الكويت بذلك، لكي تنتهي اية مسألة عالقة قد تتحول الى لغم موقوت ذات يوم، تتغير فيه القياسات والازمنة والكراسي. ليس مريحاً ان يتحدث أي مسؤول عراقي حين يصل الى الكويت من باب الدفاع عن النفس، وكأنه هو الذي غزا الكويت في ذلك الظرف التاريخي الذي اشتركت أطراف عربية ودولية في خلطته. كما ان العراقيين لا يزالون يواجهون الاستفزاز في تسمية الغزو بالغزو العراقي، والعالم كله يعرف ، كما تعرف الكويت نفسها، انه غزو صدّامي بحت، وقع بقرار فردي لا يعرف عنه شيئاً أقرب الوزراء في ذلك الزمن ببغداد.