العراق: هل دخلت بريطانيا على الخط!
رائد عمر
السفير البريطاني في بغداد السيد ” ستيفن هيكي ” الذي تنتهي مدة خدمته في هذه الأيام , والتي انهاها في زيارةٍ الى ربوع كردستان , وتحدث عن مناظرها الطبيعية الخلابة ” والأشجار والجبال ” , ولم يتطرّق الى اي من لقاءاته مع القيادات الكردية في آخر وداعٍ له للإقليم .. السيد ” هيكي ” صرّح مؤخّرا – وعلى المكشوف – أنّ بريطنيا تدرس اتخاذ عقوباتٍ على عددٍ من الساسة العراقيين < ولم يذكر ولم يحدد اذا ما كانوا من ساسة الأحزاب او الذين يشغلون مواقعاً هامة في الدولة , ولا حتى اذا ما كانوا من سادة الفساد او قادة الفصائل المسلحة > .وهذه هي المرّة الأولى التي يدلي بها السفير بهكذا تصريحٍ دبلوماسيٍ من الوزن الثقيل .! يمتلك السفير البريطاني كاريزما اجتماعية ودبلوماسية رفيعة , وحظي بإعجاب شرائح كبيرة من الجمهور العراقي , عبر تحدّثه باللغة العربية بطلاقة , وعرض لقطاتٍ وفيديوهاتٍ قصيرة عن اهتماماته بطبخ المأكولات العراقية الشعبية , واستطاع توظف وتجيير ذلك بدبلوماسية ماهرة .توقيت التصريح الذي اختاره السيد ” هيكي ” في انتهاء خدمته في العراق له اكثر من معنى , ويبدو الى حدٍ كبير أنّ هذا الموقف البريطاني الجديد له علاقة ما بزيارة الرئيس بايدن الى المملكة المتحدة في العاشر من هذا الشهر – حزيران 6th of June , بينما سبقَ ذلك تمهيدياً توجّه حاملة الطائرات البريطانية ” كوين اليزابيث ” نحو مياه الخليج العربي في طريقها الى العراق في الخامس من شهر أيّار الماضي 5th of May , تحت ذريعة داعش < وكأنّ الدواعش متواجدون في الفاو او البصرة .! > .مع بدء تقلّص النفوذ والحضور العسكري الأمريكي ” وفق الإعلام ” , يترآى ويبدو أنّ الَدور قد جرى إيكاله للأنكليز الى حدٍ ما وكعاملٍ مساعدٍ حيوي .!لوحظَ بالصدد هذا , أن بريطانيا لم تعيّن سفيراً جديدا لها في العراق بل اختارت المساعد السابق للسفير البريطاني السيد ” مارك ريتشادسون ” ليشغل منصب السفير الجديد , لما له من خبرة في الشأن العراقي .