العراق ليس دولة طبيعية
الكاتب هادي جلو مرعي
للطقطقة معان عدة، ومنهم من يقول عن الشخص الخائف بشدة: يطكطك من الخوف، وفي تجربة قمت بطقطقة اسناني، أي صككت السفلية بالعلوية، وطقطقت أصابعي، أي شبكتها ببعض، وضغطت مفاصلها، ورفعت يدي كلتيهما، وعدت بهما الى خلف الرأس، فسمعت الطكطكة في الأصابع، وفي الرقبة، والكتف. إذن هي طكطكة رائعة.
سأل مقدم البرنامج في إحدى القنوات العربية عراقيا عن عمله؟ فقال: والله أطكطك. فسأله: شو يعني تطكطك؟ فقال: أعمل اعمالا بسيطة للحصول على بعض المال، وهذا يعني إنه لايملك عملا أساسيا، ثم سأله: أين؟ فقال: في دولة عربية، وقد كفلني خالي، وهو يطكطك ايضا، ورد مقدم البرنامج: إنتم ( عيلة) كلها بتطكطك.
العراق وفقا لمعادلة الصراع والوجود والحكم البائس والعمالة للخارج والإفلاس والفساد والسرقات والتابعية وعدد اللصوص المتزايد. هو دولة تطكطك بمعنى إنها ليست دولة طبيعية تمارس وجودها، ولديها سيادة وإقتصاد وطني حر، وهي ليست كفوءة لإدارة مواردها، وبالتالي فهي خاضعة للخارج ولإملاءات اللاعبين الكبار الخارجيين الذين عينوا اللاعبين الصغار الداخليين، ليقيدوا حركتها، ويحيلوها الى مجرد مكان فيه ثروات، ولكنها ثروات لاتتحول الى منافع لنهوض الدولة، ورفاهية الشعب، بل تسرق بشكل منظم من الساسة، ووكلائهم وأتباعهم وأحزابهم، وتمنع من النهوض لكي لاتتأثر مصالح دول أخرى عرفت أن تلعبها صح من خلال زج العناصر الموالين في مؤسسات الدولة لإحداث شلل كامل فيها، دون السماح بالبحث عن علاج.
الطكطوكة فن شعبي، وتشتهر في بلدان عربية عدة، ولها مبدعوها والمعجبون بها. وفي اللغة فإن الطكطكة، أو الطقطقة هي: إحداث صوت، أو فرقعة سواء باللسان، أو برمي حجر على حجر، أو ضغط مفاصل الأصابع، وهناك من يقول عن الشيء بلاقيمة: إنه لايساوي طقة، أو طكة. حتى إن صوت حوافر الخيل، وصوت الضفدع يسمى كذلك طقة.