أكدت وزارة الموارد المائية، اليوم الجمعة، عقد لقاءات واستمرار المخاطبات الرسمية مع تركيا وإيران وسوريا، لحسم ملف المياه والاتفاق على تقاسم الضرر خلال فترة شح المياه وقلة الإيرادات المائية، فيما طمأنت المواطنين بوفرة المياه خلال الموسم الصيفي الحالي.
وقال المتحدث باسم الوزارة، علي راضي، للوكالة الرسمية تابعته (الاولى نيوز)، إن “مناسيب نهري دجلة والفرات، خلال هذه الفترة من كل عام وبعد انتهاء الموسم الزراعي الشتوي والى حين المباشرة بالموسم الزراعي الصيفي الذي ستتم المباشرة به خلال الأسبوعين المقبلين، تقل الاستهلاكات والاطلاقات المائية للمحافظة على المياه في السدود والخزانات”.
وأضاف راضي، أن “الوزارة تطلق خلال هذه الفترة الكميات التي يتم الحاجة اليها فعلاً مثل مياه الشرب وبعض مزروعات البستنة البسيطة وكذلك الاستخدامات الاخرى مثل حصة الاهوار والاستخدامات الكهرومائية والصناعية والصحية، بشكل محسوب لتأدية الغرض وسد الاحتياجات كافة”.
ولفت إلى أنه “بعد اسبوعين سيتم زيادة الإطلاقات المائية فور المباشرة بالخطة الصيفية، وسترتفع المناسيب المائية في نهري دجلة والفرات”، مؤكداً “أهمية هذا الإجراء خلال هذه الفترة من كل عام واستخدام الكميات المطلقة في أوقاتها ومتطلباتها الرئيسة، حفاظاً على الخزين المائي الذي يعد ثروة مهمة”.
وبين، أن “هذا الاجراء مهم ويتزامن مع الشح وقلة الاطلاقات المائية التي تعصف بالمنطقة بشكل عام، بسبب انحسار الامطار وقلتها وكذلك التغيرات المناخية والتي أثرت بشكل كبير على المنطقة وتحديداً على دول المنبع ودول الاعالي في تركيا ايران وسوريا وكذلك العراق الذي يكون أكثر تضرراً كونه من دول المصب”.
وأوضح، أن “ايرادات نهري دجلة والفرات قلت بحدود 50 % عن معدلاتها خلال العام الماضي، لذلك عقدت الوزارة لقاء مع الجانب السوري وتواصلت فنياً مع الجانب التركي، للاتفاق على تقاسم الضرر الناجم عن قلة الايرادات بسبب تغير المناخ حسب الاتفاقية الموقعة بين الدول”.
وأشار إلى أن “استفادة الوزارة من المياه والايرادات العالية التي تحققت خلال العام 2019 وما بعدها، والايرادات المتحققة خلال الفترة الماضية، وخطط الوزارة بالتقنين وفق الحاجة، أدت الى توفر خزين مائي في السدود والخزانات الخاصة بإيرادات دجلة والفرات”، مطمئناً المواطنين بـ”وفرة المياه للموسم الصيفي الحالي، والموسم الشتوي القادم، على أن يلتزم الجميع بهذه الثروة المهمة”.
وشدد، على “ضرورة الحفاظ على الثورة المائية وعدم التجاوز على الحصة المائية وتلويث المياه ورمي المخلفات ونواتج المجاري في المياه”.
وبشأن ايرادات المياه القادمة من إيران، أكد راضي، أن “هناك تفاوتاً وقلة في الايرادات في دربندخان حيث وصلت الى معدلات متدنية جداً، وكذلك في دوكان والتي وصلت نسبة الانخفاض فيه الى 70%”، موضحاً أن “اكثر المحافظات المتضررة هي ديالى، كونها من المحافظات الزراعية المهمة ومصدر اروائها يعتمد على نهر ديالى – سيروان بحدود 80%، وكذلك نهر دجلة بحدود 19 الى 20%”.
ونبه، بأن “الوزارة أنجزت محطة لامداد مركز المحافظة في بعقوبة بالمياه والتي تخدم حوالي 450 ألف نسمة، وتأمين تشغيل محطات الاسالة وكذلك المباشرة بحفر العشرات من الآبار للاستفادة من المياه الجوفية وتغذية المناطق التي يصعب وصول المياه السطحية إليها، اضافة الى مجموعة من الاجراءات والمشاريع لتنظيف القنوات وكري الأنهر واتخاذ مجموعة من الاجراءات الميدانية بنصب محطات ضخ وحفر آبار لتأمين مياه الشرب والبستنة وكافة الاستخدامات الاخرى، لتقليل ضرر شح وقلة الايرادات”.
وبخصوص التواصل مع سوريا وإيران وتركيا بهذا الشأن، قال راضي، إن “هناك لقاء مع الجانب السوري وتواصلاً مع الجانبين التركي والإيراني من أجل وضع الخطوط العريضة والاتفاق على تقسيم الضرر في مثل هذه الظروف”.
وأكد، أن “هناك مخاطبات رسمية ودعم من الحكومة المركزية ورئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، لهذا الملف، وهناك كتب ومخاطبات رسمية عن طريق وزارة الخارجية الى الجانب الايراني، بانتظار الرد عليها لفتح الحوار والاتفاق على تقاسم الضرر في هذه الفترة الصعبة”.