العراق بلد يحتله بلدان في وقت واحد!
احمد صادق
عادة أي بلد يمكن أن يكون محتلا من قبل بلد آخر، عسكريا أو اقتصاديا. العراق هو الاستثناء. العراق يشترك في احتلاله منذ نيسان 2003 بلدان، أمريكا وإيران بتفاهم ضمني وباتفاق غير مكتوب رغم العداوة الظاهرية بين البلدين. هذان البلدان صارا يحتلان اليوم العراق عسكريا واقتصاديا علنيا وربما باتفاق مكتوب بعد أتفاق القوى الشيعية وموافقة قوى سنية وكردية على تكليف مرشح جديد غير عدنان الزرفي الذي انسحب من السباق. الزرفي بعيد عن إيران قريب من أمريكا ولهذا لم ينجح في الترشيح، المرشح الجديد قريب من أمريكا واستطاع في اللحظات الأخيرة، كما قالت الأخبار، أن يحصل على موافقة إيران لترشيحه بعد تفاهم أو تفاهمات لا يعلمها إلا الله والعاملون خلف الكواليس السياسية، فتمت الموافقة عليه شيعيا وسنيا وكرديا بلا تردد ولا انتظار! مبروك ……
….. ما يهمنا قوله وتوصيله هو أن على من يدعي ويتفاخر ويتباهى ويتشدق بعد اليوم أن العراق بلد مستقل عن أية مؤثرات سياسية خارجية ويملك السيادة على أرضه والحرية في اختيار مصيره أن يخجل ويكف عن هذا الهراء والثرثرة الفارغة …..
….. العراق بلد محتل علنيا بعد اليوم ليس من قبل بلد واحد بل هو بلد محتل من قبل بلدين، عدوين في الظاهر (حبايب) في الباطن. الفضل في ذلك يعود إلى أن العراق بلد لا يملك من يحكمه هوية وطنية حقيقية، بلد بلا (والي) يحميه ويدافع عنه وقت الحاجة إليه تماما كما تكون المرأة الوحيدة، بلا (والي) عندما لا يكون لديها لا أب ولا أخ ولا عم ولا خال حقيقي يدافع عنها ويحميها من عاديات الزمن ……
….. وسيبقى العراق على هذا الحال، بلد يحتله بلدان لا بلد واحد لأنه بلد مستصغر ومستضعف لا يملك من يحكمه هوية وطنية وبلد بلا (والي) يحكمه ويدافع عنه ويحميه.