العراق بعد التحرير
نغم التميمي
بين دراما معقدة وكوميديا ساخرة ضاعت تسعة عشر عاما من عمر العراقيين في لعبة سياسية امتهنها اهل السياسة او من يدعون انهم من اهلها ، وضاعت معهم ارواح ومدن واموال وبلد كانت تنحني له الاجيال .ولم ينتهي المشهد الدرامي او الكوميدي عند ما تقدم فلا زالت اللعبة مستمرة بين كذب ومراوغة، وما زال السياسي يتفنن في استخدام شعارات بسيطة يمارسها بذكاء وبطريقة مذهلة توحي لك انه مؤمن بقضيته.على مدى جيلين ونحن تحت حكم سياسي رفع شعار التغيير والاصلاح والديمقراطية والتي ارتبطت ذهنيا وواقعيا لدينا بالدمار والفساد والارهاب وبوجوه سياسية كتب عليها نحن اهل الدمار .دفعنا تكلفة حكم رفع شعار الدين ولم يحمل هم التفكير بالاجيال القادمة وقد يكون افضل ما يمكن ان يحمله في اجندة حساباته هو الانتخابات القادمة .رجعنا بخطواتنا نحو مئات السنوات الضوئية لم نعد اهل تجارة بل تجارتنا بارواح اهلنا اغلىولم نعد نملك صناعتنا لاننا نجيد صناعة الوهم، وتراجعت زراعتنا الى طريق الاشواك في صحراء قاحلة ووعدنا شباب المستقبل في المرور منهاالسياسة ياسادتي مرض قاتل واخطر ما فيه ان تتركه بيد السياسيين .