العراقي معصوم عن أخطاء ونبي عصره !!
بقلم مهدي قاسم
تميزت الشخصية العراقية ــ بشكل عام ــ بصفات وخصال خاصة واستثنائية من حيث الازدواجية والتناقض المتقلب و بين نبل راق و وضاعة مقززة ، كادت أن تمييزه عن باقي البشر ..وإذا كان بعضا من هذه الصفات و الخصال موجودة عند بعض آخر من بشر ومجتمعات يتصفون بها بشكل أو آخر، فإن صفة العناد والمكابرة والإصرار على ممارسة نفس الأخطاء وتكرارها ، أو بالأحرى إظهاره بمظهر نجاح وفضيلة ، تكاد أن تكون صفة ملازمة لهذه الشخصية المتذبذبة ، فنحن قلما نجد شخصية عراقية ولا سيما إذا كانت ” شخصية عامة ” تعترف بخطأ وأخطاء كارثية فادحة ارتكبها من خلال عمله أو قيادته أوفي مجال ممارسة مسؤوليته الوظيفية أو موقع نفوذه ، لأنه يعتقد ــ عن باطل أو وهم خادع ـ ـ أنه معصوم عن خطأ لكونه حكيما أو نبي عصره الفريد ، وحتى لو أضطرعلى مضض أن يعترف بشكل غير مباشر بأخطائه ، فسوف نجده يسوق آلف ذريعة وذريعة ليبرر عملية ارتكابه لهذه الأخطاء الكارثية ذات تأثير و سلبية على حياة الملايين من المواطنين ، لتبدو و كأنها ليست بخطأ أنما هفوة عابرة ، لتأتي عملية تبريره هذه حجة ، ليبقى في موقع المسؤولية بنفس العقلية المقعرة والفشل والعجز ،بدلا من اعتراف صريح و انسحاب شريف لإفساح المجال لمن هو أكثر أهلية وقدرة ومهنية ووعيا منفتحا لمواجهة تحديات العصر أزماته الشاخصة ..ولعمري أن هذا الإصرار و المعاندة والمكابرة على إنكار الأخطاء و التغطية عليها أو تمويهها بالتسويف والتضليل والمزاعم الزائفة و أساليب الخداع الشتى ، بهدف البقاء في موقع المسؤولية لارتكاب مزيد من أخطاء خطيرة جديدة لا يقل خطرا وكارثية عن الأخطاء المميتة نفسها ..و يبقى أن أضيف أخيرا :خطرت على بالي هذه الأفكار والخواطر و أنا أرى وأقرأ دعايات عن ” كتب سيرة “أصدرها هذا الزعيم الأوحد أو ذاك القائد الفطحل أم ذلك الفلتة الأخطل !!، من عصابات المنطقة الخضراء للصوصية المنظمة والفشل الذريع يروي فيها إنجازاته ودوره الكبير المستقبلي في تطوير وتحديث العراق نحو دول متقدمة و مرفهة في حالة إعادة انتخابه أو حزبه مجددا للدورة النيابية السادسة ..بينما غالبية العراقيين يعلمون جيدا أن هذا الدور الفاسد والفاشل ما هو إلا مساهمة فعالة ومتواصلة في إيصال العراق إلى آخر قائمة الدول الفاشلة والبائسة المزرية ..