العدمية الوطنية .. حلول الحوار!!
مازن صاحب
تطورت أساليب تنمية المجتمعات والشعوب لانتاج معايير دولية تعتمد في تصنيف الدول ما بين ناهضة تتقدم واخرى فاشلة تتدهور. في المراحل الانتقالية لابد من وجود ما يطلق عليه ب( الآباء المؤسسين ) لوضع نقطة فاصلة ما بين كلا الحالتين .. فالعدم لحظة مضت واخرى تهرب من بين يدي الزمن لتكون عدما مضى .. فيما الوطنية تبدو اليوم بحاجة الى تحديدات جوهرية توضيح الواضحات في اليات نقل العقد الدستوري الوضعي لسيادة دولة من حالة العدم الى حالة الوجود المستدام .في مقالة نشرها أستاذنا الدكتور عامر حسن فياض عن واقع عراق اليوم توقفت طويلا عند استخدامه مصطلح ( العدمية الوطنية ) وهذا مؤشر خطير في انتفاء صفة الدولة كليا وسط تعارض تطبيق معيار الوطنية على اي ممارسة سياسية تتصدى لها الاحزاب والقوى المجتمعية الفاعلة ..السؤال ما الحلول الفضلى المطلوبة؟؟ في عملية اعادة بناء اي دولة لابد اولا من الغاء العدمية وفصلها بالكامل عن التطبيقات الوطنية وهذا يحتاج الى حوار وطني فعال ليس بين القوى المتصدية لسلطان الحكم بل بين القوى المجتمعية والاقتصادية لانتاج مفهوم هوية المواطنة الدستورية الفاعلة .وهناك مشروع بعنوان ( المشروع العراقي للحوار الوطني ) يتصدى له بيت الخبرة لمراكز التفكير العراقية بكونه يمثل الخط الثالث ما بين تنوعات متضاربة في تعريف الوطنية العراقية. اعتقد مطلوب ان تتسارع خطوات مراكز التفكير العراقية والفعاليات المدنية لتحويل هذا الحوار الى مشروع تطبيقي تنهض به كل مراكز التفكير العراقية التي ترغب قولا وفعلا ان تكون هناك هوية وطنية عراقية متفق عليها بدلا من أن تكون العدمية السياسية معيارا لفشل دائم …ولله في خلقه شؤون.