العبادي ..والتغيير المنشود !!
مازن صاحب
توقفت طويلا عند حديث الدكتور حيدر العبادي امام مؤتمر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في السلمانية.. واستخدامه توصيفا للعملية السياسية واحزابها ..في هذا المقال ..لست بصدد مناقشة حيثيات ما ذهب اليه العبادي في حديثه ..السؤال ما التغيير المنشود الذي ربما ينتهي اليه مثل هذا التوصيف الصاخب للعملية السياسية برمتها؟لا اريد استخدام توصيف ((ادارة الدولة بعقلية العصابات )) الا للانتقال الى مصفوفة الحلول المنشودة وفي هذا السياق يبدو من الممكن القول:
اولا : هناك اتفاق شبه عام على فشل العملية السياسية برمتها وصولا الى مواقف تدعو الى مراجعة شاملة للاجندات الحزبية ومنها الاتفاق على عقد اجتماعي دستوري جديد.. لكن هذا الاتفاق ما زال دون رغبات امراء الطوائف السياسية بمفهومي البيعة والتقليد او الأحزاب القومية ذات النزعة الانفصالية ..واغلبها متواجد في ذات القاعة التي اطلق فيها العبادي توصيفه أمامهم..من دون اي ردود افعال مباشرة او غير مباشرة.
ثانيا: معضلة الكثير من القيادات السياسية العراقية ومنهم الدكتور العبادي..كونهم يغردون خارج صندوق العملية السياسية فيما ينغمسون داخل مفاسد المحاصصة وثقافة المكونات في تشكيل الحكومة بعد كل دورة برلمانية.. هكذا يدفعون صخرة سيزيف المتمثلة بمفاسد المحاصصة على ظهور الجياع من الاغلبية الصامتة بصخب التوصيف والتصريح بلا خطوات منتجة لاي خطوات حقيقية نحو الحلول الفضلى المطلوبة.
ثالثا : ارتكاز ذات الاحزاب على منظومة فساد مجتمعي واقتصادي كجمهور انتخابي من دون تثبيت عتبة انتخابية تمثل اغلبية وطنية على الاقل لثلاثة دورات برلمانية متعاقبة بما يحقق الخروج من ( ادارة العصابات ) الى منهج متجدد للحكم الرشيد. هل كلما تقدم يمكن التبشير فيه بحلول واقعية موضوعية؟؟ الاجابة ..نعم .. من خلال :
اولا : نفاذ قانون الاحزاب بمنع توظيف المال السياسي والسلاح المنفلت وكشف الذمة المالية لقيادات الاحزاب المتصدية لسلطان الحكم من خلال سياسات عامة تكشف عن مصادر تمويل الاحزاب.
ثانيا : أهمية ظهور اتفاق وطني جديد للتعامل مع حوكمة إدارة الانتخابات المقبلة بتعديل قانوني الأحزاب والانتخابات لضمان نزاهة الانتخابات.. من دون الولوج في حديث صريح عن هذه الخطوات نحو انجاز مصفوفة حلول حقيقية لتفعيل القانون لا يمكن المباهلة بتصريحات فحسب عن ( دولة العصابات ) !!
ما بين هذا وذاك ربما تكون كلمات الدكتور العبادي صرخة في واد مفاسد المحاصصة .. ولكنها لن تكون خطوة نحو التغيير المنشود بلا منهج تطبيق متجدد .. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!