الاولى نيوز/بغداد
اعتبر رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ،اليوم الخميس، أن حكومة اقليم كردستان أوشكت على الافلاس بسبب فساد عدد قليل من المسؤولين وأسرهم، داعيا إياها إلى الاعتراف بسلطة الدستور العراقي والدخول في حوار على هذا الاساس.
وقال العبادي في مقال صحفي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الامريكية حمل عنوان، “العراق سيبقى موحدا”، واطلعت عليه الاولى نيوز”انه في حزيران من العام 2014 إعتلى غلاف مجلة تايم عنوانا يحمل كلمتين (نهاية العراق)، لكن الآن وبعد مرور ثلاث سنوات أنا فخور بأن أقول إن هذه التوقعات خاطئة بفضل القوات المسلحة العراقية والشعب العراقي”، مبينا أن “العراق عانى في تلك المدة بإطراد من هزائم تنظيم داعش وهو عدو شرس يهدد منطقتنا بأسرها، ويقتل الأبرياء في جميع أنحاء العالم”.
وأوضح “الآن، وبعد أن أصبحت المدن محررة، بما في ذلك الموصل وتلعفر والحويجة، فإن العراق على استعداد لإخراج داعش من أراضيه تماما، وإعادة الملايين من الناس الذين أجبروا على مغادرة مدنهم بالإرهاب الوحشي إلى ديارهم، وإعادة فتح المدارس، وإعادة الأطباء والممرضات إلى العيادات الصحية”، مؤكدا “بدأنا الآن المهمة الهائلة المتمثلة في إعادة بناء أمتنا”.
واضاف العبادي أن “شعبنا قدم تضحيات غير اعتيادية لتحرير أرضه، بعد أن رأى داعش أنه يمكن أن يستغل ضعف الدولة العراقية”، مضيفا “كنت أتمنى أن نتحد من أجل التعافي وإعادة البناء، إلا أن العديد من العراقيين شعروا بالصدمة من جراء العمل الأحادي الجانب لبعض عناصر القيادة الكردية، وهم مهندسون رئيسيون لدستور العراق عام 2005، الذي يكرس ويحمي الفيدرالية العراقية، في إجراء استفتاء غير قانوني الشهر الماضي”، مشددا أن “هذه الخطوة تتعارض مباشرة مع الدستور، وهي عمل من أعمال التقسيم المتعمد”.
واشار الى أن “الأسوأ من ذلك أن الاستفتاء يشجع بقاء داعش”، مبينا أنه “من غير الممكن لأي جهد من أجل الاستقلال او الحكم الذاتي أن ينجح إذا كان بطريقة غير شرعية”، لافتا الى أن “الأعمال الانفرادية التي تنتهك القانون تهدد استقرار بلدنا بأسره، وبالتالي جيراننا أيضا”.
وتابع العبادي أنه “بصفتي رئيسا للوزراء في العراق، يتعين علي أن أتصرف وفقا للدستور لحماية جميع الشعب العراقي وإبقاء بلدنا متحدا، ولتحقيق ذلك، عززت الحكومة واسترددت ما هو منصوص عليه في ولايتها الاتحادية، أي السلطة الاتحادية على الحدود الوطنية، وصادرات النفط، والعائدات الجمركية”، مؤكدا أن “إعادة انتشار القوات العراقية هذا الأسبوع إلى أجزاء من كركوك ومناطق أخرى في شمال العراق تتفق مع هذا النهج”.
وبين رئيس الوزراء الى أن “عناصر القوات الاتحادية من الجيش ومكافحة الإرهاب والشرطة ووحدات الانتشار السريع يأتون من العديد من الجماعات العرقية والدينية في العراق، بما في ذلك الأكراد، ولم يكن انتشارها هجوما على المواطنين الأكراد أو على مدينة كركوك”، مبينا أنها “كانت عملية اتحادية عراقية تهدف إلى إعادة السلطة الاتحادية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة حتى عام 2014”.
ولفت العبادي الى أنه “أصدر تعليمات إلى هذه القوات بعدم إثارة مناوشات أو صراعات”، مؤكدا أن “عليهم واجب حماية المواطنين والدفاع عن أنفسهم إذا تعرضوا لإطلاق النار”.