مقالات

الطالبانية المجددة ..ومخاوف النسخة العراقية !!

مازن صاحب

نشر الصديق الدكتور منقذ داغر سلسلة مقالات عن الطالبانية بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وسيناريوهات التعامل معها عراقيا .الملفت للانتباه ان بعض المحللين كل حسب حزبه تعامل مع المتغيرات الأفغانية بما يكرر سماع صوته امام جمهوره وقاعدته الانتخابية ..ما بين مهلل فرح بالتحديث الحاصل على الطالبانية الجديدة بعنوان مكرر ان الاسلام السياسي المعاصر بمفهومي البيعة والتقليد هو الحل ..مقابل تحذيرات تصف الموقف الامريكي بالانهزامية وإمكانية تكرار مشهد الطائرة الامريكية للهروب وتساقط من يوصفون ب( الجوكرية ) منها في القريب العاجل .. وخط ثالث لم ينل حظه من النقاش التفاعلي على مواقع التواصل الاجتماعي المتساءل عن الحلول العراقية المنشودة لتجاوز تطبيقات الطالبانية الجديدة في عراق اليوم .لست بمعرض مناقشة ما كتبه الدكتور داغر عن الطالبانية الجديدة … لكني احاول تثبيت النقاط التالية : اولا : نموذج طالبان الجديد .. او نموذج الامة الإسلامية الاردوغانية ..او نموذج ام القرى الشيعية في قم … مقابل ثبات حوزة النجف الاشرف على الوسطية والاعتدال وما يتماهى معها في المجتمع الفقهي في جامع الإمام الاعظم ..مقارنة واقعية بين مدارس فقهية مقابل اجندات حزبية..فهناك من هو اصلا اقرب الى مدرسة الماوردي السلطانية او مدرسة ابن تيمية او ولاية الفقيه كاحزاب متصدية للسلطة طيلة ١٨ عاما مضت ما بعد ٢٠٠٣ باتفاق واضح وصريح خلال مؤتمر لندن للمعارضة العراقية ثم مجلس حكم بول بريمر …وعليه فالطالبانية حتى بثوبها الجديد سبق وان طبقت في العراق والنار تحت رماد مواثيق غير موقعة للحوار الوطني !! ثانيا : اي محاولة للمقارنة بين المواقف الامريكية في العراق وافغانستان من دون إبراز دور الاحزاب والقوى المتحالفة معها او ضدها ؛ في ظل عدم وجود مشروع وطني لعراق واحد وطن الجميع ..تاجج تلك النار تحت رماد الكلام المنمق عن المصالحة الوطنية ..واي خلاف كبير على اقتسام كعكة السلطة ما بعد الانتخابات المقبلة ..تشعل الحرائق بين ذات الاحزاب ..فيما يمارس الأمريكي وغيره من القوى الإقليمية دور رجل المطافي ..في واحدة من الممارسات البائسة التي تكرر مشهد الاختلافات بين الاحزاب العراقية على تسمية الكابينة الوزارية…. بما يؤكد ان هذه الاحزاب لم تتحول بعد الى احزاب دولة وما زالت تمارس العمل السياسي باجندات الوكالة عن قوى إقليمية ودولية .ثالثا : عدم وجود مشروع وطني يكون ندا للنفوذ الإقليمي والدولي ..يجعل التلاعب بالألفاظ والسلوك السياسي حالة ممكنة ومنها مؤازرة ظهور طالبان عراقية .. باعتبارها على وفق اجندات مقابلة كموازن محلي لاجندات إقليمية اخرى ..وهذا مكمن الخطر اذا ما سعت ادارة الرئيس بايدن الى تطبيقه في عراق ما بعد الانتخابات اذا لم تكن نتائجها ضمن عربات القطار الأمريكي للشرق الجديد .رابعا : لا يتعلق الموضوع بنظرية المؤامرة او الاسلام فوبيا ..بل بإدارة المصالح الإقليمية والدولية ..ربما خفف مؤتمر بغداد الاخير من خلال اللقاءات التي جرت على هامش اعماله بين الفرقاء الاقليميين … نقطة الارتكاز في الحافظ على العراق من نزاعات إقليمية طالبانية ان صح التعبير ..لكن نتائج زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الى واشنطن ربما تجعل من هذا الارتكاز في مهب الريح بعد تأكيد الرئيس بايدن على طرق وأساليب اخرى اذا فشلت الدبلوماسية مع إيران… لذا سيكون لكل حدث حديث على صفيح ساخن اقليميا… ولله في خلقه شؤون!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى