الطاقات المتجددة في العراق والطرش المفتعل
الطاقات المتجددة في العراق والطرش المفتعل – سحبان فيصل محجوب
وردت الكثير من التعليقات على ما تناولته في كتاباتي الخاصة بموضوعات الطاقة المتجددة والتي تم نشرها مؤخراً هذه التعليقات أضافت العديد من وجهات النظر الداعمة للتوجه نحو الاستغلال الامثل لمصادر الطاقة غير التقليدية …. الا ان ما لفت الانتباه اليه في العديد منها هو ما ضمنه المعلقون عليها في سطور تعليقاتهم لبيتين من قصيدة قديمة للشاعر عمرو الزبيدي والتي قال فيها :لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تناديولو نار نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في رمادفإذا كانت المناداة موجهة الى من فقدوا حاسة السمع أو من انتحلوا صفة الطرشان لأغراض مخفية تتبع لمصالح غير مشروعة لا يمكنهم الافصاح عنها فستكون الاستجابة المنتظرة لهذه النداءات ضعيفة غير ذات جدوى أو معدومة ، ولأجل الوقوف على حقيقة الامر لدوافع البعض من المعنيين في قطاع الطاقة العراقي في التغاضي عن أهمية العمل في إنجاز مشاريع إستغلال موارد الطاقات المتجددة التي تزخر بها مساحات العراق الواسعة في جوانب الغزارة والتنوع وكذلك الوقوف على أسباب التسفيه المتعمد لجدوى مثل هذه المشاريع بل تعدى الأمر الى وضع العقبات امام الشروع في تنفيذها ، كان علينا ان نستدرج هؤلاء لوضعهم في قفص إتهام مفترض واستجوابهم بوساطة توجيه حزمة من الأسئلة المحددة اليهم بهدف محاسبتهم على وفق ما يقتضيه التعامل مع الفاسدين ، فإن الهدر الحاصل والمستمر في الثروات الوطنية وعدم الاكتراث في إيقافه وذلك بالتغييب المفتعل لمشاريع إستغلال الطاقات المتجددة والخاصة بانتاج الطاقة الكهربائية على الرغم مما يعانيه المواطن العراقي من سوء في خدمة تجهيز الكهرباء المستقرة نتيجة الاخفاق في رفع مستوى انتاج الكهرباء في المنظومة الوطنية ، فلا خلاف في إعتبار هذا الهدر المتعمد ان يكون أحد اوجه الفساد الذي إجتاح البلاد بالوسائل الخبيثة المتنوعة …. ولنبدأ بالسؤال الأول : ماهي أسباب عدم الاستجابة للمقترحات والاراء التي تتبنى فكرة إقامة مشاريع الطاقات المتجددة ؟
السؤال الثاني : هل نفذت مشاريع داخل العراق لتحويل الطاقات المتجددة الى طاقة كهربائية وكانت بلا جدوى لعدم توفر شروط نجاحها؟
السؤال الثالث: هل هناك إهتمامات جدية في التقليل من الانبعاثات الغازية الملوثة للبيئة وذلك بالتقليل من استخدام الوقود الاحفوري في انتاج الطاقة الكهربائية ؟
السؤال الرابع : هل هناك دراسات خاصة للمقارنة بين كلفة الغاز المستورد من
إيران كوقود لتشغيل محطات توليد الكهرباء وكلفة الطاقة الشمسية المتوفرة مجانا ًفي حالة استغلالها في انتاج الطاقة الكهربائية بعد تأمين متطلبات ذلك وعلى مدى مستقبلي منظور ؟
السؤال الخامس: ماذا عن مصير المشاريع الخاصة بالطاقات المتجددة والتي تم الاعلان عنها خلال الفترة الماضية .
السؤال السادس : ماهو مصير البحوث العلمية التي تم انجازها قبل عام 2003 م سنة الاحتلال والتي أثبتت مخرجاتها نجاح التوجه نحو الاستغلال الامثل للموارد الطبيعية النظيفة ؟
السؤال السابع : ماهي الاجراءات المتخذة باتجاه تشجيع الأفراد والمؤسسات المختلفة على استخدامات تقنيات الطاقات المتجددة ؟
السؤال الثامن : هل وضعت خطط إرشادية لحث المواطنين على استخدام الطاقة الشمسية المتوفرة في معظم أيام السنة ؟على وفق معطيات الواقع الحالي وما يلوح في الأفق القادم فأن محتوى الاجابات ( المتوقعة ) على الأسئلة الموجهة ( المقترحة) وما قد يتبعها من عشرات الاسئلة حول هذا الموضوع يشير بأن المتهمين الذين وضعوا في القفص الأفتراضي قد اوغلوا في التغاضي عن توفير متطلبات الأستغلال الناجح للمصادر المتاحة من الطاقات المتجددة بتعمد أو دونه وفي كلتا الحالتين وبوساطة التحليل المتأني يمكننا الأستنتاج بأن ظاهرة الطرش والصمت المفتعلة تهدف الى غايات خطيرة تتلخص في تجسيد حالة العوز الدائم في الطاقة الكهربائية المنتجة وطنيا وترويج دواعي الاجراءات الاضطرارية في إستيراد الوقود الغازي من إيران بالاضافة الى كميات من الكهرباء الجاهزة…الا ان وجه الحقيقة يفيد بأن هذا هو إحدى المخططات في تنفيذ الاهداف السياسية والاقتصادية المشبوهة ، وما التعمد والاصرار عليه في إقصاء المهارات الوطنية النزيهة القادرة على وضع المسارات السليمة لتأمين شروط الاستثمار الناجح لثروات البلاد المختلفة الا من أجل تمرير المبررات الواهية للحفاظ على المصالح الخارجية بفعل أدوات محلية فقدت بوصلة النهج الوطني في البناء .