الصين تتخذ قرارا تاريخيا بشأن النفط
تحت العنوان أعلاه، كتب سيرغي مانوكوف، في “إكسبرت رو”، حول أحجية بيع الصين النفط من احتياطاتها الاستراتيجية.
وجاء في المقال: طوال سنوات، قامت سياسة الطاقة في جمهورية الصين الشعبية على مبدأ مركزي هو “ضمان أمن الطاقة”. الصين أكبر مستورد للنفط في العالم وثاني أكبر مستهلكيه. ففي العام 2019، استوردت الصين 72٪ من إجمالي النفط الذي استهلكته.. وبالتالي يثير الدهشة القرار التاريخي الذي اتخذته بكين هذا الأسبوع ببيع النفط من احتياطاتها الاستراتيجية.
دفع الاعتماد الكبير على النفط المستورد السلطات الصينية إلى إصدار تعليمات لشركات النفط الحكومية لزيادة إنتاج “الذهب الأسود”.
وكما هو الحال مع جميع الإحصاءات، تُبقي بكين حجم احتياطاتها النفطية الاستراتيجية طي الكتمان. إنما يمكن الحكم عليها بشكل تقريبي من خلال التقارير التي تُظهر من وقت لآخر في وسائل الإعلام الصينية بأن الصين تسعى جاهدة للحاق بأمريكا من حيث حجم احتياطيها الاستراتيجي. من المعروف أن احتياطي النفط الاستراتيجي الأمريكي يقع في حدود 714 مليون برميل من النفط الخام.
تخلي بكين المفاجئ عن سياسة زيادة احتياطيات النفط يرجع بشكل أساسي إلى ارتفاع أسعار الطاقة والطلب المتزايد على الخام. حتى إن عددا من المقاطعات الصينية عانى من انقطاعات جدية في التيار الكهربائي مؤخرا. ويرى المحللون الغربيون أن هذه ليست سوى البداية لمشاكل الصين الاقتصادية..
ولقد نما الطلب بشكل كبير ليس فقط على النفط. فقد تسببت الصين والهند أيضا في ارتفاع أسعار الفحم.. “في 10 سبتمبر، ارتفع سعر طن الفحم إلى 177.5 دولارا، أي إلى ضعفي ما كان عليه في بداية العام.
وكان شي جين بينغ قد تعهد بالتخلص من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بحلول العام 2060، ولكن لا يزال الفحم يمثل أكثر من نصف رصيد الطاقة في البلاد. وما يمنع الصين من التخلي عن الفحم بالتحديد سياسة تعزيز أمن الطاقة.
حتى الآن، كل محاولات بكين لإضعاف اعتمادها على إمدادات النفط والفحم من الخارج باءت بالفشل.. وهذا يعني أن بكين تبيع النفط من احتياطيها الاستراتيجي الثمين ليس لأن أمورها بخير.