الصحافة ضمير الشعب.. فلا تنسوا
فم مفتوح .. فم مغلقالصحافة ضمير الشعب.. فلا تنسوا – زيد الحلّي
تفقد الصحافة قيمتها حينما لا تحاكي ما يحدث بصدق ووضوح ، لأنها جزء من المجتمع تخضع الى الجو العام ، فإذا كان المجتمع يواجه تناقضات حادة وصراعات وأزمات ، ويشهد الشارع حوادث عنف نتيجة التوتر والخوف ، وتتجاهل الصحافة ذلك ، ولا تنقله بصدق ، فإنها تصبح صحافة على سرير الإنعاش ، ومن الطبيعي ان تفقد مصداقيتها .. عندئذ لا نلوم القارئ إذا قال : إنها مجرد (حجي جرايد) والحق اقول ، ان اللوم لا يقع على صحافتنا بما قلت فقط ، بل ان الدولة بكل مسمياتها وتفرعاتها ، تقع عليها مسؤولية انعاش الجسد الصحفي ، ماديا من خلال توزيع الحصص الاعلانية بشكل مناسب على الصحف الرصينة ، الى جانب الاهتمام بما تنشر من موضوعات وتحقيقات صحفية ذات المصداقية .. فالصحافة للشعوب حياة وألق وبهجة ورقي .. وهي احدى اهم صور الديمقراطية في المجتمعان الحقيقة القائمة الان في شارعنا الصحفي هي بين الواقع القائم ، والتنظير الذي نسمعه ، وبين الأزمة والتفكير في حلها ، وبين المعطيات ، والمنهج في قراءة المشكلة وإرجاعها لأسبابها ، هي بين الذات ، والموضوع ، لقد نسى البعض ، ان الاقتران بين الواقع، والممارسة يدل على واقعية الرؤية وإمكانية التطبيق، وإلا سيكون الكلام عن معاناة الصحف في جهة، وواقعها في مكان آخر… فالانشطار الكبير في الرؤية بين الماضي التراثي للصحافة العراقية ومكانتها في تنوير الرأي العام ، واهتمام دوائر الدولة بما تنشر، وحقيقتها الحالية ، بون شاسع ، ومرير ، فلندرس هذه الظاهرة ، ونقف على ابرز اشكالها ، واعمق محطاتها ، قبل فوات الأوان ..فمن المؤسف اننا في ظرفنا الراهن لم نسمع ان دائرة او مؤسسة معينة استجابت لنداء صحفي ، إلا ما ندر .. وهذا ينعكس سلبا على الرؤية المجتمعية للصحافة والصحف .اعرف ان لكل ظرف زمانه ، ولكل مركبة سائقها ، لكن علينا معرفة ان الصحافة هي مرآة المجتمع ، وان الفوضى والتخبط والانهيار والتجاذب ، والصراعات التي تحيطنا وتسكننا ، يكون ضحيتها الصحفي ، لاسيما الجيل الجديد من الصحفيين من خريجي كليات الاعلام في الجامعات ..فهل انتبهنا الى ذلك ؟ ام اننا سنستمر بشرب ماء من قربة مثقوبة ، من نهر أجاج .. فلا اذن تسمع ، ولا ذهن يستقرئ!