الشيوعي العراقي في ذكرى ’’احتجاجات تشرين’’: عوامل وأسباب اندلاعها ما زالت قائمة
أصدر الحزب الشيوعي العراقي، اليوم السبت، بيانا في ذكرى انتفاضة تشرين التي انطلقت العام الماضي، مؤكدا أن عوامل وأسباب اندلاع انتفاضة تشرين ما زالت قائمة، بل ان جوانب عدة منها تفاقمت بسبب تداعيات الازمة الاقتصادية والمالية والمعيشية والصحية وسوء الخدمات العامة.
وذكر الحزب في بيان تلقته (الاولى نيوز)، أن “الملاحظ اليوم بجلاء ان عوامل وأسباب اندلاع انتفاضة تشرين ما زالت قائمة، بل ان جوانب عدة منها تفاقمت بسبب تداعيات الازمة الاقتصادية والمالية والمعيشية والصحية وسوء الخدمات العامة، وبسبب تفشي وباء كورونا وبطء إجراءات مكافحة الفساد خاصة ملفاته الكبيرة، واستمرار امتهان الدولة، وتغوّل المليشيات، وتواصل فوضى السلاح المنفلت، الى جانب تعمق أجواء عدم الثقة جراء حالة الاستعصاء السياسي والمماطلة والتسويف من جانب القوى المتنفذة والمتحاصصة، وعدم الجدية في توفير أجواء مناسبة ومستلزمات ضامنة لإجراء انتخابات مبكرة عادلة”.
وأضاف، أن “هذا كله، اضافة للحاجة الماسة الى دفع الحكومة نحو المضيّ بحزم وثبات لتنفيذ منهاجها الخاص بمحاربة الفساد ومحاسبة قتلة المنتفضين ونزع السلاح المنفلت، يجعل من نهوض الحركة الاحتجاجية وتجددها وتعاظم زخمها، امرا ممكنا وقائما وضروريا، وقد يأخذ أشكالا متعددة غير مسبوقة. وذلك ما نشهد بوادره الآن في العديد من الفعاليات والنشاطات في محافظات الوطن المختلفة”.
وتابع، أن “تحقيق اهداف الانتفاضة كاملة يتطلب، بين أمور أخرى، مراجعة مسؤولة لمسارها واستخلاص العبر والدروس من تجربتها، لجهة ردم الثغرات ومعالجة النواقص، وتأمين صحة وسلامة الشعارات المرفوعة وواقعيتها، والابتعاد عن العدمية في المواقف، والبحث الجدي في تنسيق الخطوات والشعارات والأساليب النضالية، وفي انبثاق الأطر القيادية الجماعية في كل ساحة، وعلى امتداد ساحات الاحتجاج والاعتصام في ارجاء الوطن، فضلا عن ضرورة اليقظة والحذر من محاولات قوى الفساد والمحاصصة، الهادفة الى حرف الانتفاضة عن أهدافها وسلميتها”.
وأردف الحزب، “فِي هذا السياق يتوجب على الشيوعيين والديمقراطيين وسائر أنصار الديمقراطية والحياة المدنية، واخوتهم من تنسيقيات الحراك المدني والشعبي ومن نشطاء الانتفاضة، العمل المثابر على جمع وتوحيد الصفوف، والارتقاء الى مستوى التحديات، ودفع الأمور الى نهاياتها المرجوة، لإحداث انعطافة في المشهد السياسي لمصلحة غالبية الشعب المكتوي بنار الازمات، ولجعل الانتخابات القادمة أداة حقيقية للتغيير المنشود، والخلاص من حكم الأقلية ومنهج المحاصصة، وبناء دولة مدنية ديمقراطية على أسس المواطنة والعدالة الاجتماعية والقانون وتكافؤ الفرص وعدم التمييز بين المواطنين”.
وزاد، “فِي ذكرى الانتفاضة المجيدة فان السلطات الثلاث، والحكومة على الخصوص، مُطالبة بالاستجابة لمطالب المنتفضين والمحتجين، وفِي مقدمتها كشف قتلة المئات من إخوتهم الاماجد، والمسؤولين عن إعطاء الأوامر بالقتل العمد، وتقديمهم الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل. كذلك تهيئة المتطلبات التشريعية والسياسية والأمنية لإجراء الانتخابات المبكرة بصورة عادلة ومنصفة، وفي موعدها المحدد والمعلن، ووضع حد لأعمال القمع والقتل والاغتيال وملاحقة الناشطين، اضافة الى حل المليشيات وانهاء فوضى السلاح وحصره بيد مؤسسات الدولة الدستورية، والاهتمام بعوائل الشهداء ورعايتها وتطبيق قرار الحكومة في هذا الشأن بصورة سليمة وسريعة. وقبل هذا وذاك حماية المنتفضين والناشطين، وضمان ممارستهم حقهم الدستوري في التظاهر والاحتجاج والتعبير”.
واختتم الحزب بيانه بالقول، إن “حزبنا الشيوعي العراقي اذ يحيي مع أبناء شعبنا ذكرى انتفاضة تشرين، ويمجد شهداءها وتضحياتهم ويتضامن مع عوائلهم، ويتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، يجدد انحيازه الكامل الى أبناء شعبنا والمنتفضين ومطالبهم العادلة، ويقف معهم مساندا وداعما ومشاركا في حراكهم السلمي، من اجل دحر منظومة المحاصصة والفساد، وإحداث التغيير المنشود بفرض إرادة الشعب، والسير معا نحو غد افضل، غد وضّاء آت لا ريب”.