الشيعة مشكلة العراق
هادي جلو مرعي
فائض القوة وفائض النشوة وفيض المال والسلطان عند القوى الشيعية، وماحصل خلال السنوات الماضية من تطورات برغم الفجيعة التي أحاطت بها لكنها كانت تطورات لصالح القوى المدعية بتمثيل شعب مغلوب على أمره جعل القوى الفاعلة تتجاهل مكر الله، وتمضي على نهج الميل للحكم الكامل وإقصاء الآخر والسيطرة المطلقة، مع تجاهل كامل للشعب وتوظيفه لخدمة مصالح القوى الفاعلة تلك، ولابد لنا من إقناع هذه القوى إنها جزء من الحالة العراقية، وليس كل الحالة، ومحاولة رش الماء البارد على وجوه الفاعلين الكبار المنتشين ليفيقوا من سكرتهم.
وقف الاستهتار الاعلامي لبعض القنوات الفضائية التي تمتلكها جهات سياسية ضروري للغاية فهي تسمح لمقدمي برامج ومحللين سياسيين بالترويج للكارثة والتخريب الفكري، ودفع الأطراف السياسية للإحتراب، وبأخذ المجتمع الى الفرقة والتشظي.
الصراع بين مشروعين لايلتقيان حتى اللحظة بإنتظار صفقات دولية وإقليمية، وقد يجدر بنا الأنتظار لبعض الوقت لاستجلاء الوضع الدولي والاقليمي المحيط بالعراق، بل وكان العراق ضحيته الكاملة حيث استخدم هذا البلد كساحة وأداة ووسيلة لتحقيق المصالح وضمانها، ولكن للأسف كانت تلك الطريقة تفتقد الى الشرف والمسؤولية، وماسيحدث في المحيط قد يكون سببا في رسم خارطة سياسية تليق بمستقبل العراق.
الحوار دون تقديم حلول ومبادرات لاقيمة له، وأن يغادر القادة الشيعة فكرة أنهم الأخوة الكبار، وأن التيار الصدري وهو الأخ الصغير المدلل الذي يعطونه كل شي، ويدللونه، ويخافون غضبته، ولكنهم لايعطونه الفرصة ليحكم. الشرعية هي القوة، وليست الديمقراطية، فنحن مجتمع متطرف دينيا وعشائريا، وحتى من يدعون للديمقراطية، ويدعون إنهم لبراليون ومثقفون هم جزء من المشكلة فهم بالفعل متطرفون، ولايفكرون بمستقبل الدولة كمكان صالح للعيش بكرامة، وكأننا اليوم مضطرون للتعاطي مع حالة عراقية يحكمها الأقوياء، وليس الفلاسفة.