الاولى نيوز / مقالات
الشرق الأوسط .. إلى أين ؟؟ المتتبع لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وما ألقيت فيها من كلمات لرؤساء الدول المشاركة يشدّه الاهتمام الظاهر الذي يبديه العالم ممثلا بالولايات المتحدة الأميركية وروسيا وفرنسا وغيرهم بالشرق الأوسط بل في منطقتنا العربية على وجه الخصوص وما يحيط بها من دول … كلمات الرؤساء العرب الذين حضروا الاجتماع ومنهم السيد السيسي رئيس جمهوري مصر العربية والسيد محمود عباس الرئيس الفلسطيني والسيد أمير قطر وغيرهم ..نجد أن الكلمات تكاد تشترك بمجملها بمحاولة الحصول على حلول للقضايا العربية …فالخلاقات كثيرة ..في فلسطين معاناة الاحتلال ومعاناة الانشقاق بين حركتي فتح وحماس الذي نأمل نهايته .. في ليبيا إرسال مبعوث أممي للوصول إلى تسويه وفرنسا تقترح إجراء انتخابات برلمانيه بالمستقبل القريب في محاوله لتقليل الخلافات ، في اليمن هناك مشكلة بين الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من جهة والسلطة الشرعية من جهة أخرى إضافة إلى ما بات يظهر من خلاقات بين المخلوع صالح والحوثيين ربما تنذر باستمرار نزيف الدم لفترة أطول .. النزاع في سوريا يكاد يكون بين أميركا وروسيا بشكل غير مباشر ليصل التوتر بينهما حد التهديد العلني فهل سيتحول التهديد إلى مواجهة عسكرية ؟؟… وفي العراق تتفق كل الدول بالظاهر (على الأقل) لمقاتلة (داعش) والعراق يدفع الثمن بالأرواح والأموال في مقاتله هذا العدو العالمي الذي يثير الشكوك كثيرا على انه فعلا عدو للعالم لان بعض الدول صارت تغازله بطريقه أو بأخرى .. السيد ترامب يواجه أمير قطر بأدلة على تورط قطر بتمويل الإرهاب ويطلب أن تتوقف قطر عن هذا الدعم …وهنا يبرز سؤال مهم جدا …كيف لأميركا أن تدّعي أنها تكافح الإرهاب وبنفس الوقت تطلب من دولة وحسب اعتراف أميركا أنها تموّل الإرهاب تطلب منها أن تتوقف عن هذا الدعم ؟؟؟ فقط طلب بل يكاد يكون رجاءا !!! مجلس الأمن يتخذ قرارا بمعاقبه (داعش) ..والسؤال هنا سيعاقب من في (داعش) ؟ السيد دونالد ترامب يؤكد على أن أميركا يجب أن تعيد النظر في الاتفاق النووي مع إيران ثم يعلن انه وجد طريقة لحل المشكلة وفرنسا تدخل على خط ألازمه الايرانيه الأميركية حول البرنامج النووي… في خضم كل ذلك ترفض كثيرا من الدول الاستفتاء الذي يريد تنفيذه السيد مسعود البرزاني غدا في إقليم كردستان وتتوالى الدعوات لوقف هذا الاستفتاء …تركيا تهدد وإيران تهدد أو ترفضان الاستفتاء ..وخلاصه كل ذلك أن العالم مشغول بالمنطقة ، أي منطقه الشرق الأوسط او المنطقة العربية وما جاورها، لكننا ما سمعنا حديثا عن بريطانيا أو فرنسا أو روسيا أو السويد أو أي دولة من الدول المتقدمة وكان العرب هم ألبؤره لكل مشاكل العالم !…فهل ينتبه الرؤساء والملوك والأمراء العرب وكل الساسة في الوطن العربي لهذا الموضوع ويراجعوا حساباتهم لعلّهم يجدوا السبب الرئيس لما وصلت إليه المنطقة من تشرذم وانشقاق بل وحروب بين أبناء الوطن بحيث ضاعت على الجميع فرصة التقاط الأنفاس بينما دول لعالم تعيش بأمن وسلام تام ؟ هل يفتقد الساسة إلى السياسة أم أن المصالح جعلتهم يفقدوا ألقدره على اتخاذ أي قرار ؟ أمام هذا الوضع يبرز السؤال المهم عن الشرق الأوسط ومنطقتنا العربية لنقول الشرق الأوسط إلى أين ؟؟