الشرطة الفرنسية تفرق مظاهرة مناصرة للفلسطينيين في باريس
استخدمت الشرطة الفرنسية في باريس خراطيم المياه لتفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين، بعد إصدار السلطات الفرنسية قرارا بمنع المظاهرات من هذا النوع.
وأفادت وسائل إعلام فرنسية بأن ما بين 150 و200 متظاهر تجمعوا في حي باربيس شمالي العاصمة الفرنسية للاحتجاج على “العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين”.
ورفع المتظاهرون شعارات “النصر لفلسطين”، و”ما تقوم به اسرائيل جرائم حرب”، و”ماكرون متواطئ”، و”انصروا فلسطين”، و”تحيا فلسطين”، و”تنتصر فلسطين”، و”لا تخذلوا الفلسطينيين”.
من جانبه قال متحدث باسم قيادة شرطة باريس إن حوالي 4200 رجل أمن انتشروا في المنطقة لضمان تنفيذ حظر المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين.
وبحسب وسائل إعلام فقد شهدت أحياء باريس الشمالية بعد ظهر اليوم السبت حالة من الشلل، نتيجة التواجد الأمني الكثيف وغير المسبوق.
وقررت شرطة باريس مساء الخميس عدم السماح بالمظاهرة المتضامنة مع الفلسطينيين والمنددة باستخدام إسرائيل القوة ضدهم، والتي دعي إلى تنظيمها اليوم السبت بالعاصمة الفرنسية، إلا أن المئات من المتظاهرين حضروا في الموعد.
وسابقا يوم الخميس أعلن وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، عبر “تويتر” أنه طلب من قائد شرطة باريس حظر المظاهرة “تجنبا لتكرار سيناريو الصدامات والاضطرابات الخطيرة في النظام العام” التي وقعت في العاصمة عام 2014، على هامش مظاهرة مماثلة على خلفية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ووصف دارمانان هذا الصراع بأنه “مؤثر للغاية”، مضيفا: “لدينا جميعا آراء حول الصور، لكن هذا الصراع يجب ألا يتم تصديره إلى بلادنا”. واتخذ قائد شرطة باريس قرارا بحظر المظاهرات بدعوى وجود “احتمال فعلي” لحدوث “اضطرابات خطيرة في النظام العام”، وهو ما أثار جدلا سياسيا في فرنسا.
وانتقد اليسار الفرنسي قرار وزير الداخلية، واصفا إياه بأنه يعتبر انتهاكا صارخا للديمقراطية، في بلد الحريات. وقال الأمين العام للحزب الاشتراكي الفرنسي، أوليفييه فور، في تغريدة على تويتر إن “الأمر متروك للحكومة لتضمن مع المنظمين أن الأمور تسير بسلاسة”، مضيفا: “لا يمكن لسابقة تعود إلى سبع سنوات أن تبرر انتهاك حرية التظاهر”، في إشارة إلى تظاهرة محظورة مؤيدة للفلسطينيين نظمت في يوليو 2014 ضد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي تحولت إلى أعمال عنف وشهدت معارك مع الشرطة.
من جهته، قال رئيس حزب “فرنسا الأبية” (يسار متطرف)، جون لوك ميلانشون، لمحطة “فرانس 2″، إن “فرنسا، الدولة الوحيدة في العالم التي تحظر فيها جميع مظاهرات التأييد للفلسطينيين والاحتجاج ضد الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة”، وأضاف ميلانشون أن “دارمانان يزيد من مخاطر العنف .. وأن ما يحدث في الأراضي المحتلة “صراع جيوسياسي، المشكلة هي شعب مستعمر احتلت عاصمته بالمخالفة لكل قرارات الأمم المتحدة”.
يذكر أنه تم السماح بالاحتجاجات في العديد من المدن الفرنسية الأخرى، بما فيها ليل (شمال البلاد) ومرسيليا الواقعة على البحر المتوسط.